نشرت جريدة لوموند الفرنسية أمس افتتاحية عن بيان يسمى"خارجون عن القانون" وضعته ممثلة وكاتبة مغربيتان فرانكوفيتان تعيشان في فرنسا إحداهما عينها ماكرون سفيرة الفرانكوفونية. لوموند جريدة واسعة الانتشار وفي المغرب والبلدان الإفريقية تثق فيها النخبة الاقتصادية والسياسية كما تثق في بيانات الإليزي، وفي العالم أحداث ضخمة يوميا لكن لا يمكنك كتابة أكثر من افتتاحية في اليوم، وحين تختار لوموند إحراق افتتاحية كاملة لبيان كهذا فهذا فيه ما فيه. إدريس الكنبوري - كاتب وباحث مغربي مضمون البيان بسرعة أن الموقعين الذين بينهم المشهور الكبير نور الدين عيوش أحرار في أجسادهم يفعلون بها ما يشاؤون وليست ملكا لآبائهم أو أزواجهم (كذا)، وهم يرفضون القوانين المجحفة في حق الحريات الفردية لذلك لا يعترفون بها فهم خارجون عن القانون. وأنا طبعا مع الحريات الفردية طولا وعرضا لكنني أطالب بها للإنسان لا الحيوان فقط. الحريات الفردية عندي هي الديمقراطية والاعتراف بالمواطنة والعدالة والكرامة والحق في الشغل والسكن والرأي الحر والتعري والتصرف في الروح والجسد. ولكن لماذا التركيز فقط على التعري والتصرف في الجسد؟. لا يهم. المهم عندي عنوان البيان. لماذا خارجون عن القانون؟ المفروض أن هؤلاء يؤمنون بالحداثة الموضيرنيتي، والحداثة الموضيرنيتي هي الإيمان بالدولة وقداسة القانون واحترامه والمطالبة بتغييره في نفس الوقت، أما الخروج على القانون هكذا علنا وفي بيان تدافع عنه جريدة من دولة القانون والثورة الفرنساوية فمعناه الفوضوية والعدمية والفتنة. بهذا الاعتبار يجب أيضا الدفاع عمن يشكك في المحاكمات ويعتبرها ظالمة وسياسية، ومن يشكك في الدستور ويعتبره مجرد أوراق، ومن يشكك في الانتخابات ويعتبرها لعبة لتوزيع الأدوار بين أهل الدار وهكذا دواليك. أم الخروج عن القانون مباح في النكاح محظور في الصياح؟ بكل صراحة البيان تشجيع لقطاع الطرق. لا يمكن للشهوة أن تصل إلى حد العمى والتضحية بالدولة والقانون في سبيل الجسد. نعم هناك قوانين ظالمة لكن أين الرجال لتوقيع بيان؟