1. الرئيسية 2. اقتصاد الإيكونوميستا: مشروع حوض بناء السفن بميناء الدارالبيضاء قد يعيد رسم خريطة الصناعة البحرية في المنطقة ويُشكل تهديدا لإسبانيا الصحيفة – بديع الحمداني الجمعة 25 أبريل 2025 - 21:05 قالت صحيفة "الإيكونوميستا" الإسبانية إن المغرب يستعد لخطوة استراتيجية كبيرة قد تعيد رسم خريطة الصناعة البحرية في المنطقة، وذلك من خلال بناء أكبر حوض لبناء السفن في إفريقيا، في ميناء مدينة الدارالبيضاء، وهو مشروع وصفته الصحيفة بأنه "تحد مباشر لإسبانيا". وأضافت الصحيفة الإسبانية المتخصصة في الاقتصاد في تقرير نشرته أمس الخميس، أن المغرب استثمر 300 مليون دولار في هذا المشروع الضخم الذي يمتد على مساحة تتجاوز 210 آلاف متر مربع، أي ما يعادل ثلاثين ملعبا لكرة القدم، مشيرة إلى أن المشروع ليس مخصصا فقط لصيانة وإصلاح السفن، بل يتعدى ذلك إلى منافسة أحواض بناء السفن بجنوب أوروبا، وعلى رأسها إسبانيا وشركة "نافانتيا" الحكومية. وذكرت "الإيكونوميستا" في هذا السياق، أن وكالة الموانئ الوطنية المغربية (ANP) أطلقت بشأن هذ االمشروع طلب عروض لتفويت إدارة هذا الحوض لفترة تمتد ل30 سنة، بهدف جذب مشغل دولي ذي خبرة عالية، قادر على تجهيز وتشغيل هذا المركب الصناعي البحري. وحسب المصدر ذاته، فإن الطموح المغربي لا يقتصر على السوق المحلي أو الإقليمي، بل يسعى إلى استقطاب الطلب المتزايد الذي تعرفه أحواض بناء السفن الأوروبية، خصوصا جنوب القارة، وتوفير خدمات الإصلاح والصيانة وحتى البناء للسفن التجارية والعسكرية على حد سواء. وأشار التقرير إلى أن هذا المشروع يأتي في سياق النجاحات الصناعية التي حققها المغرب خلال العقد الأخير، خاصة في مجال صناعة السيارات، حيث تحول إلى أول مصدر للسيارات في إفريقيا بفضل استثمارات مجموعتي رونو وستيلانتيس، وتصدير أزيد من 500 ألف سيارة إلى أوروبا سنة 2023. وجاء في تقرير الصحيفة الإسبانية، أن المغرب يراهن على تكرار نفس التجربة في قطاع الصناعة البحرية، عبر توظيف عوامل الجذب ذاتها، مثل انخفاض تكلفة اليد العاملة، واستقرار المناخ السياسي، وشبكة البنية التحتية الحديثة، وشروط ضريبية مرنة مقارنة بنظيراتها الأوروبية. وأضافت الصحيفة أن مجمع "New Casablanca Port Shipyard" سيضم حوضا جافا بطول 244 مترا وعرض 40 مترا، بالإضافة إلى رافعة عمودية قادرة على رفع سفن يصل وزنها إلى 9 آلاف طن، ما سيمكن المغرب من صيانة أسطوله البحري محليا، وتقليص الاعتماد على الخارج، خاصة في ظل عجز تجاري مزمن وخطة مرتقبة لتحرير صرف الدرهم بحلول 2026. وسجل التقرير أن المشروع اكتسب بعدا استراتيجيا إضافيا عقب تحويل صيانة الأسطول الروسي من جزر الكناري الإسبانية إلى موانئ مغربية سنة 2022 بسبب العقوبات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، مما أظهر قدرة المغرب على تقديم بدائل جدية في السوق الدولية. وكشفت الصحيفة أن المغرب أبدى اهتماما خاصا بالتكنولوجيا البحرية الكورية، خاصة بعد زيارة وزير التجهيز والماء نزار بركة لمصنع شركة HD Hyundai في مدينة أولسان، في وقت تبقى فيه "نافانتيا" الإسبانية خارج الخيارات المطروحة، نظرا لطبيعة المشروع التنافسية مع مصالحها. وفتت صحيفة "الإيكونوميستا" الإسبانية في تقريرها إلى أن المغرب، الذي يملك أكثر من 3500 كيلومتر من السواحل و43 ميناء منها 14 تجاريا، يعمل على تكامل قطاعات الطيران والسيارات والصناعة البحرية لدعم اقتصاده، ويستفيد من اتفاقيات تبادل حر مع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتعزيز جاذبيته الصناعية على المستوى العالمي.