1. الرئيسية 2. تقارير رحيل جون ماري لوبين.. الفرنسي المتطرف الذي رفض الملك الحسن الثاني استقباله إلاّ إن كان سيحمله على مراجعة أفكاره الصحيفة - حمزة المتيوي الثلاثاء 7 يناير 2025 - 18:57 أعادت وفاة زعيم اليمين المتطرف الفرنسي، جون ماري لوبين، اليوم الثلاثاء، إلى الذاكرة علاقة غريبة ربطته بالمغرب، فبالرغم من موقفه العدائي الصريح للهجرة وللعالم الإسلامي، إلا أنه كان يسعى للقاء الملك الراحل الحسن الثاني، الذي سبق أن صرح أنه في حال استقباله للسياسي الفرنسي فسيكون ذلك من أجل تغيير أفكاره. وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية AFP أن لوبين، الذي وصل إلى الدور النهائي للانتخابات الرئاسية في سنة 2002، قبل الخسارة أمام الرئيس الراحل جاك شيراك، توفي اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 96 عاما في منطقة باريس، وقالت عائلته في بيان إنه "توفي محاطا بعائلته". لوبين، العسكري في الجيش الفرنسي، والنائب السابق في البرلمان الأوروبي، والعضو في الجمعية الوطنية الفرنسية، الذي امتدت حياته السياسية من الخمسينات وإلى غاية 2019، كان قد تحدث عنه الملك الحسن الثاني سنة 1989 في لقاء تلفزيوني عبر برنامج L'Heure de Vérité الذي كان يبث عبر القناة الفرنسية الثانية. كان نجم لوبين حينها، باعتباره زعيما لحزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، آخذا في الصعود، بعد بروز خطابه المعادي للمهاجرين عبر البرلمانين الفرنسي والأوروبي، لذلك سأل الصحافي المخضرم فرانسوا هندي دي فيريو، الملكَ الحسن الثاني عما إذا كان سيستقبله. وكان رد العاهل المغربي بسؤال آخر "هكذا، من أجل المتعة؟" ليجيب الصحافي الفرنسي "للحديث"، فرد الملك "الحديث حول ماذا؟"، قبل أن يستطرد "تعلمون أنني عندما استقبل شمعون بيريز (رئيس الوزراء ثم وزير الخارجية الإسرائيلي) كرئيس للقمة العربية، يمكن أن نقول إنه كانت لدي الشجاعة للتعبير عن رأيي، وفي اليوم الذي أرى فيه أن السيد جون ماري لوبين يمكنه أن يقدم لي شيئا ما، أو يمكنني أن أحمله على التراجع عن مجموعة من أفكاره، حينها لم لا؟". وفي العام الموالي، استقبل الحسن لثاني بالفعل لوبين، وهو ما كشفت عنه حينها صحيفة لوموند الفرنسية، بتاريخ 11 دجنبر 1990، وأعادت التذكير به، في تقرير مطول بعنوان "المغرب، شغف قديم لليمين الفرنسي المتطرف"، نُشر بتاريخ 6 يوليوز 2024. وأوردت الصحيفة الفرنسية أن وزير الداخلية الراحل، إدريس البصري، هو الذي تولى ترتيب تلك الزيارة، التي كان خلالها لوبين مرفوقا بأعضاء حزبه في البرلمان الأوروبي، وحرص على أن يبعث لهم طائرة خاصة حيث كانوا يقضون "عطلة مدفوعة التكاليف" في جزر الكناري، نقلتهم إلى الداخلة، ومنها إلى الرباط، ليتم استقبالهم في القصر الملكي.