1. الرئيسية 2. تقارير عودة ترامب للبيت الأبيض.. هل ستُصحح مسار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح قنصلية بالداخلة، وتوطين "أفريكوم" في الجنوب المغربي؟ الصحيفة - خولة اجعيفري الأربعاء 6 نونبر 2024 - 16:45 أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد أن اجتاز عتبة 270 صوتًا في "المجمع الانتخابي"، مما عزز التوقعات السابقة بفوز الحزب الجمهوري في السباق الرئاسي، وهو النصر الذي لا يعد فقط تأكيدًا لعودته إلى البيت الأبيض، بل يحمل في طياته تحولًا استراتيجيًا يؤثر في القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما في ملف الصحراء، إذ أكد تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، أن فوز ترامب يشكل نقطة فارقة في دعم الوحدة الترابية للمغرب، سيما وأنه سيكون قادرًا على استكمال التزاماته تجاه المملكة المغربية، بما يشمل تفعيل اعترافه بسيادة المغرب على صحرائه، وفتح قنصلية أمريكية في الأقاليم الجنوبية، إلى جانب ضخ استثمارات حيوية تساهم في تنمية هذه المناطق وتطويرها، كما سبق وتعهّد سلفا. وفي تصريح خص به "الصحيفة"، أكد الخبير في العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، أن فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية سيكون له تداعيات إيجابية على المغرب، خصوصًا فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية، إذ أنه من حيث المبدأ "صعود ترامب هو في مصلحة المغرب بكل تأكيد، لأنه بالنسبة لقضية الوحدة الترابية سيعود بها ترامب إلى حيث توقفت الولاياتالمتحدة في 20 دجنبر 2020 بكل تأكيد". وأوضح أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الإدارة الأمريكية الحالية تحت قيادة الرئيس جو بايدن قد احتفظت بالاعتراف بمغربية الصحراء كموقف لا رجعة فيه، ولكنها لم تتقدم خطوة أخرى في مسار تفعيل ذلك الاعتراف، مشيرًا إلى أن " القنصلية الأمريكية التي كان ينبغي أن تفتتح في الداخلة لم تتحقق بعد، وظل الأمر يتعلق بمجرد قنصلية افتراضية على مستوى السفارة الأمريكية في الرباط". كما لفت الخبير، في التصريح ذاته إلى أن ترامب كان قد اتخذ خطوات عملية لدعم المغرب، حيث قرر على لسان وكالة التنمية الأمريكية تخصيص مبلغ يصل إلى خمسة مليارات دولار لدعم التنمية المستدامة في الصحراء المغربية، وفي منطقة إفريقيا الغربية، مشيرا إلى أن "رئيس وكالة التنمية الأمريكية قد بعث إلى المغرب من أجل تحديد هذا المبلغ كمبلغ أولي لعملية التنمية". كما تحدث الحسيني عن التعاون العسكري بين المغرب والولاياتالمتحدة، لا سيما في إطار مناورات "الأسد الإفريقي"، التي بدأ تنفيذها في الأراضي الجنوبية للمغرب قبل أن يتم التراجع عن تلك المناطق بشكل غير مفهوم خلال إدارة بايدن، موردا إنه "بعودة ترامب ستعود الولاياتالمتحدة بقوة في تقديم هذه المناورات في منطقة الصحراء" كما أن "أفريكوم" قد يعود إلى إفريقيا قادما من ألمانيا وقد يستضيفه المغرب. باعتباره المرشح الأبرز، لاعتبارات عدة، سيّما وأن صديق المملكة أي ترامب سيُفضّل دائما الرباط. ويرى الحسيني، أن ترامب سيكون مقبلا عند أخذه مقعد الرئاسة على تغييرات كبرى في مسار العلاقات المغربية الأمريكية، ذلك أن "المملكة تعتبر لحد الآن منصة استراتيجية لبلدان الاتحاد الأوروبية إذ يتمتع بالعضوية المتقدمة أو الوضع المتقدم وفي نفس الوقت هو بطبيعة الحال في علاقات الآن جد نامية مع دول أوروبية مهمة خاصة إسبانيا وفرنسا وألمانيا وهي الأعمدة الرئيسية للاتحاد الأوروبي، وبالتالي ترامب سيحاول منافسة هذه البلدان في علاقتها مع المغرب لكي يكون هو عراب الولاياتالمتحدة في أفريقيا وليعامل الولاياتالمتحدة بطريقة أفضل من تلك التي يعامل بها الاتحاد الأوروبي" وفيما يخص سياسة ترامب الخارجية، أشار الحسيني إلى أن ترامب سيكون مهتمًا بتطوير علاقاته مع الصين، التي أطلق معها مشروع "الحزام والطريق"، وهو ما سينعكس إيجابيًا على المغرب، معربًا عن اعتقاده أن هذا سيساهم في "تطورات جد إيجابية". بالمقابل، أضاف الخبير أن هناك جانبًا آخر قد يشهد انتكاسات في عهد ترامب، وفي قضية هي "غالية علينا نحن كذلك كمغاربة وهي قضية فلسطين، التي ستعرف للأسف انتكاسات مهمة في عهده، على عدة مستويات أولها على مستوى الهيمنة على الأراضي باستحضار أن ترامب هو الذي أعطى لنتنياهو المفتاح ليجعل من القدس عاصمة أبدية لإسرائيل. وأن ينقل السفارة الامريكية إليها، كما أن ترامب هو الذي أمد إسرائيل باعتراف سيادتها على مرتفعات الجولان مع أنها أرض سورية ولم يسبق لأي إدارة أمريكية أن قامت بمثل هذا الإجراء". وتابع المتحدث بالقول: "ستطرح الآن قضية غزة ووضعية الفلسطينيين هناك، هل الأرثودوكسيون الاسرائيليون ستتاح لهم العودة ليسكنوا في غزة بدل الفلسطينيين، هذه كلها أشياء محرجة، ربما ستؤدي إلى مواقف خطيرة على مستوى توازن القوى". ويتوقع الخبير في العلاقات الدولية، أن ترامب سيحاول التواطؤ مع بوتين على عدة مستويات، في مقدمتها "ما يتعلق بأوكرانيا وهذا سيعود بالضرر على الاتحاد الأوروبي، ولكن كذلك في العلاقة مع ايران، بحيث ربما يكون ترامب على استعداد لكي يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب المفاعلات النووية الايرانية، وربما هذا سيؤدي لحرب اقليمية دون مشاركة روسيا لأنها ستستجيب إلى طلبات ترامب بخصوص أوكرانيا". وختم الحسيني تصريحه بالقول: "ترامب رجل الصفقات قبل أن يكون رجل سياسة، لكن هذه الصفقات قد يكون ثمنها غاليا بالنسبة لكثير من المناطق في العالم".