1. الرئيسية 2. تقارير موقع إيطالي: الجزائر تحس بإحباط و"مرارة ديبلوماسية" في قضية الصحراء دفعها لنشر وحدات عسكرية قرب تيندوف استعداد ل"حرب" مع المغرب الصحيفة من الرباط الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 - 19:59 في خضم الرمال المتحركة لصحراء السياسة في شمال إفريقيا، بات النزاع بين المغرب والجزائر على مفترق طرق معقدة، وفق تقديرات مراقبين دوليين، حيث أشارت معطيات إلى أن الجزائر عززت تواجدها العسكري قرب تيندوف على بعد كيلومترات من الحدود المغربية. وتوفق موقع "notiziegeopolitiche" الإيطالي، فإن النزاع بين الجارين اللدودين المغرب والجزائر حول الصحراء، قد يتطور قريبًا إلى حرب مفتوحة، ما يثير قلقًا أمنيا كبيرًا في منطقة المغرب العربي، سيّما وأنها تأتي في سياق الرد الجزائري الغاضب من الجهود الدبلوماسية التي بذلها المغرب في السنوات الأخيرة لحل قضية الصحراء، بما في ذلك الخطط التنموية الكبيرة وتقديمه لمبادرة الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية. واعتبر المصدر ذاته، أن الصبر الجزائري يوشك على النفاذ في مواجهة ما تعتبره هزيمة "دبلوماسية مريرة"، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة قد تمتد عواقبها إلى كامل المنطقة، سيما بعد إعلان العدد الأخير من مجلة الجيش الوطني الشعبي الجزائري عن نشر "وحدة كبيرة من القوات والمعدات الثقيلة" بالقرب من تندوف، حيث يوجد مقر جبهة البوليساريو، ورافق هذا الانتشار تعبئة القيادة اللوجستية في منطقة بشار، بهدف الاستعداد ل"حرب ذات كثافة عالية". ويأتي هذا الإعلان في سياق تصاعد التوترات التي يُغذيها النزاع المفتعل الذي طال أمده حول وضع الصحراء. فبحسب الموقع المتخصص في الشؤون الأمنية والجيوسياسية، استثمرت الجزائر موارد ضخمة في إنشاء ما يسمى ب"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، ودعمت حركة البوليساريو الانفصالية في مواجهة السيادة المغربية على الإقليم. وفي المقابل، يُشير المصدر ذاته إلى أن المغرب حقق تقدمًا دبلوماسيًا ملحوظًا، مع اقترابه من حل النزاع عبر الأممالمتحدة، وتعزيز سيطرته على المنطقة، بعد حصوله على دعم العديد من الدول لمبادرته بمنح الإقليم حكمًا ذاتيًا تحت السيادة المغربية. وإحباط الجزائر، إزاء ما يبدو على نحو متزايد هو بثابة "خسارة دبلوماسية"، قد يدفعها إلى رد فعل عسكري، واحتمال اندلاع حرب بين البلدين ما "يشكل تهديدًا بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، مع عواقب كارثية محتملة على المغرب العربي وشمال إفريقيا"، وفق المصدر ذاته، الذي نبّه إلى أن العلاقات بين الجزائر والمغرب تعاني بالفعل من تاريخ طويل من التوترات والمنافسة، وقد يؤدي نزاع مفتوح إلى جرّ أطراف إقليمية أخرى، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها. وحذّر الموقع المتخصص، من أن التصعيد العسكري سيكون بمثابة فشل خطير للدبلوماسية، إذ يعلق المراقبون آمالهم على إخماد نيران النزاع قبل أن تلتهم ما تبقى من فرص للحوار بين بلدين جارين تربطهما علاقات ثقافية واجتماعية عميقة، كما أشار الموقع الإيطالي إلى أن النزاع قد يتسبب في تدخل المجتمع الدولي، مما يزيد من تفاقم التوترات الجيوسياسية بين القوى العالمية التي لديها مصالح في المنطقة. وعادت الجزائر في الأسابيع الماضية، لتدق طبول الحرب من جديد بإعلانها بعث إمدادات إلى المنطقة العملياتية الجنوبية الغربية، التي تشمل الحدود مع المغرب، بما في ذلك الأقاليم الصحراوية، وذلك بعد أيام على قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون فرض التأشيرة على حاملي جوازات السفر المغربية. وتحدثت قيادة الجيش الجزائري، عبر المجلة الناطقة باسمها عن تبني "استراتيجية تُغطي جميع جوانب الدعم اللوجستي والتقني للقوات المسلحة"، مبرزة أن "المنطقة العملياتية الجنوبية الغربية تحظى باهتمام كبير من طرف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي". وذكرت مجلة الجيش في عددها الأخير لشهر أكتوبر الجاري إلى أن "أسباب هذا الاهتمام بموقع المنطقة الجغرافي الهام يعود لشساعة مساحتها وطبيعتها الصحراوية، وحدَّة التهديدات المحتملة"، مبرزة أنه " تم نشر تشكيلات ووحدات من مختلف أنواع وأصناف الأسلحة والقوات، من أجل مواجهة هذه التحديات والحفاظ على الأمن". وأوردت القيادة العسكرية الجزائرية أنه يجب "دعم هذه التشكيلات والوحدات، بتأمينات لوجستية فعّالة، قادرة على تنفيذ مهامها بالحجم والنوع المحدد في جميع مراحل وظروف المعركة، بما يكفل الجاهزية العملياتية العالية والمستمرة للوحدات القتالية"، مبرزة أن "القيادة الجهوية اللوجستية بالناحية العسكرية الثالثة ببشار، تعمل على تحقيق كل هذا، بالتنسيق مع المديريات الجهوية للإسناد". وقال القائد الجهوي اللوجستي العميد عون الله، إن "القيادة الجهوية اللوجيستية للناحية العسكرية الثالثة، تولي أهمية بالغة لتنفيذ التعليمات والأوامر الصادرة عن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، لا سيما ما يتعلق بالتأمين اللوجستي بشتى أنواعه للمساهمة في الرفع من الجاهزية القتالية لمختلف الوحدات"، وفق تعبيره. ويبرز من خلال تصريحات العميد المذكور أن الجزائر تتعامل مع المنطقة المجاورة للحدود المغربية بمنطق أنها قابلة في أي وقت للتحول إلى منطقة قتال، حيث أورد أنه من بين مهام القيادة الجهوية اللوجيستية للناحية العسكرية الثالثة "تخطيط وتنفيذ إمدادات القوات المسلحة وصنوفها باحتياجاتها من التعزيزات الغذائية والسلاح والعتاد والذخائر والوقود والتجهيزات وقطع الغيار". ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث كلفتها القيادة المركزية أيضا ب"إخلاء السلاح والعتاد المعطل وإصلاحه وتقديم العون الطبي في الميدان، وإجلاء الجرحى والمرضى، بالإضافة إلى إنشاء طرق المواصلات ومهابط الطائرات، وكل ما يتعلق بالتكفل بالقوات وتموينها وفق الخطط المرسومة"، حسب ما ورد في مجلة الجيش.