1. الرئيسية 2. تقارير في ظل أوضاع صعبة في لبنان.. المغرب وواشنطن "لا يريان داعٍ لإجلاء رعاياهم من بيروت".. ونيران الحرب والجوع تفاقم وضعية النازحين والطلبة المغاربة الصحيفة - خولة اجعيفري الأثنين 30 شتنبر 2024 - 14:35 تُسارع العديد من الدول المغاربية العربية والغربية، لإجلاء رعاياها من لبنان تحسباً لاشتداد الحرب في أية لحظة بين إسرائيل و"حزب الله"، في ظلّ التوتر المتزايد الذي امتدّ من الجبهة الجنوبية إلى عمق بيروت، حيث يتواجد عشرات المغاربة بمن فيهم الطلبة المقيمين في العاصمة، ممّن وجدوا أنفسهم في حالة من الترقب والقلق معلقين في انتظار رد من سفارة المغرب حول موعد إجلائهم إلى أرض الوطن. وإسوة بدول عربية وأخرى غربية شرعت الجزائروتونس، في إحصاء وإجلاء مواطنيها في لبنان بسبب الأوضاع الأمنية المتأزمة، على خلفية العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية للبلاد وبيروت، حيث أعلنت سفارة تونس في بيروت عن تنظيم "رحلة خاصة" لفائدة التونسيين المقيمين في لبنان الراغبين في العودة الطوعية إلى بلدهم تنفيذا لأوامر الرئيس قيس سعيّد، وحددت موعد الثلاثاء فاتح أكتوبر تاريخا لتنفيذ الرحلة لصالح جالية البلد المقدرة بنحو 1970 شخصا، ربعهم أطفال من زيجات مختلطة يحملون جنسيتي البلدين، حسب إحصائيات حكومية، لافتة إلى أنها أخذت في الاعتبار الأولويات الأمنية والصحية والحالات الإنسانية، عبر إعطاء الأولوية للطلبة والنازحين والموجودين في وضعية هشة، والذين لا يزالون في مناطق خطرة، حيث سيتمكن حوالي ثلثي التونسيين (260 شخصا) من الذهاب في الرحلة الأولى من أصل 404 مطلب حجز على رحلة الثلاثاء. أما السفارة الجزائريةببيروت، فقد أصدرت هي الأخرى بلاغا تؤكد فيه أنها بصدد تنظيم عملية ترحيل الجزائريين المتواجدين في بلبنان، ممن قدموا طلباتهم في بريد إلكتروني مخصص للعملية، مؤكدة أنها تبقى على اتصال دائم مع أبناء الجالية الجزائرية المتواجدة في لبنان وتسعى للاستماع والتفاعل مع كل انشغالاتهم في هذه الظروف، كما دعت الراغبين في الترحيل إلى تقديم طلباتهم. وبالمُقابل، لم يَصدر عن السلطات المغربية إلى حدود كتابة هاته الأسطر أي مستجد بخصوص موعد تنظيم رحلات لإجلاء رعايا المملكة، على الرغم من تأكيد العديد من المصادر أنه تم تسجيل حوالي 1500 مواطن مغربي أسمائهم بسفارة بيروت للمطالبة بإجلائهم إلى بلدهم أو بلدان قريبة آمنة كقبرص أو تركيا، وارتفاع الأصوات المنادية بضرورة التحرك، وهو ما يعتبره مغاربة لبنان ومن بينهم فاطمة )الزهراء.ص)، وهي طالبة بالجامعة الأمريكية في بيروت "صمتا قاهرا وغير مقبول". واستنكرت الطالبة العشرينية في الجامعة الأمريكيةببيروت في تصريح ل "الصحيفة"، الصمت المُطبق للسلطات المغربية إزاء ما يتكبّده مغاربة لبنان خصوصا فئة الطلبة ممّن يعانون الأمرين في ظل الظروف الأمنية والأوضاع السياسية غير المستقرة التي يعيشها البلد وأرخت بظلالها على معيشهم موردة: "عدد الطلبة المغاربة في لبنان لا يتعدى 30 طالبا، لكنهم يعيشون ظروفا مأساوية شبيهة بظروف النازحين، ولا نجد لا حتى الطعام ومياه الشراب، وأهالينا في المغرب مرعوبين نُقاسي ظروفا لم نعهدها ولا نعرف كيفية التعامل معها..". وأكدت المتحدثة في تصريحها، أنها ومجموعة من الطلبة تواصلوا مع السفارة المغربية في بيروت مرارا بيد أن الجواب في كل مرة يكون "أنهم ينتظرون قرارا من الرباط، وأن السفارة وموظفيها يتشاركون نفس المحنة مع الطلبة ومع مغاربة لبنان عموما". تقول فاطمة الزهراء مضيفة: " دول أخرى أجلت رعايا، وتونسوالجزائر سيُقدمون على إجلاء مواطنيهم في الأيام المقبلة لكن ماذا بخصوص المغرب؟". وتحدّثت فاطمة الزهراء ل "الصحيفة" بلسان زملائها ومغاربة بيروت لتؤكد، أنه حتى في حالة ما إذا رغب هؤلاء جميعا في الهروب من الحرب وأخذ تذكرة الرحيل يواجهون لهيب الأسعار التي ارتفعت عن المعهود، كما أن أول رحلة يسعهم أخذها مُحددة في 15 أكتوبر المقبل، وهذا يعني أسبوعين آخرين قد تتفاقم فيه الأوضاع الأمنية أكثر وتشتعل الحرب خصوصا بعدما دنت كثيرا من وسط بيروت، مضيفة: "نحن في صراع مع الزمن والوقت والظروف، وننتظر بحرقة كبيرة أن يأتي القرار من الرباط". وعلى غرار فاطمة الزهراء، تواصلت "الصحيفة" مع عشرات من المغاربة النازحين من جنوبلبنان صوب بيروت لتبيُّن وضعيتهم الحالية، سيّما وأن مُعظمهم لا يتوفر على سكن يأويهم في بيروت في ظل هذه الأزمة، وقد أكدوا جميعهم أن بعض الكوادر في سفارة بيروت تدخّلت فعلا من أجل ضمان مكان لعدد منهم في المدارس والمآوي التي خصّصت للنازحين. وبهذا الخصوص، تقول سليمة، وهي واحدة من المغربية القاطنات في جنوبلبنان ل "الصحيفة" قبل حدوث الأزمة: "نحن متخوفون من اجتياح الجيش الإسرائيلي لبيروت"، مضيفة: "نحن حاليا في سكن الجامعة الأمريكية، فيما لم يعد أي مكان آمن، الشوارع فارغة والمتاجر أيضا حتى إذا رغبنا في اقتناء شيء للأكل كل شيء مغلق هذه المناظر والأوضاع لم نعشها من قبل ولا يعلم بوضعنا غير الله". وحاولت "الصحيفة"، التواصل من جديد مع سفير المغرب في لبنان، محمد كرين، ومسؤولة العلاقات العامة في السفارة فاتن براحو، فضلا عن جميع أرقام التواصل مع السفارة المتاحة للعموم، بهذا الخصوص لمعرفة أسباب تأخر موعد الإجلاء ودوافعه، وحول الاجراءات والخطوات التي بادرت إليها السفارة من أجل تأمين مآوي للنازحين بيد أنها لم تتوصل بأي رد إلى حدود كتابة هاته الأسطر. وليس المغرب وحده، البلد الذي يرجئ النظر في خطوة إجلاء رعاياه، بل الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضا التي قال مستشارها للأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن "وزارة الخارجية لا تشعر بالحاجة إلى عمليات إجلاء أمريكية من لبنان وإسرائيل"، موردا خلال مقابلة في برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "أ بي سي" أمس الأحد: "لدينا خطط طوارئ للإخلاء في كل ركن من أركان العالم تقريبا، وكل ما نقوم به، وكل ما يقوم به وزير الدفاع (لويد) أوستن في وزارة الدفاع هو التأكد من أن لدينا القدرة المطلوبة وقدرة التخطيط والإعداد المتاحة لنا". وأكد المسؤول الأمريكي، أن بلاده "تعمل على حل هذه المشكلة" لافتا إلى أن وزارة الخارجية "لا تشعر بالحاجة إلى ذلك في الوقت الحالي. لا تزال هناك عمليات تجارية وحركة جوية تجارية تنطلق من بيروت ولا تزال متاحة لأولئك الأميركيين الذين يريدون المغادرة.. وعليه نحث الأمريكيين مرة أخرى، إذا كنتم في لبنان وتريدون الذهاب، فاذهبوا الآن بينما هذه الخيارات متاحة لكم". وتصريح المسؤول الأمريكي، يُحيل في مضمونه إلى انفراجة وشيكة تضع حدا للعدوان العنيف، الذي شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 23 شتنبر على لبنان وأسفر عن استشهاد المئات من المدنيين واغتيال العديد من قادة حزب الله، في مقدّمتهم زعيمه حسن نصر الله.