وجّه مغاربة لبنان نداء إلى الملك محمد السادس من أجل التدخل العاجل لترحيلهم إلى الوطن الأم إثر انفجار مرفأ بيروت، والذي خلّف أكثر من 100 قتيل و4000 جريح بالإضافة إلى آلاف المشردين. وطالب عشرات المغاربة في بيروت السلطات المغربية بتخصيص طائرات استثنائية لنقلهم إلى المملكة على وجه السرعة، في ظل عدم وجود أي خط جوي مباشر يربط بين بيروت والدار البيضاء، ناهيك عن أسعار التذاكر الخيالية بعد انهيار قياسي لسعر الليرة أمام الدولار. وقالت مغربية في لبنان: "لو سمحتم نريد العودة إلى المغرب.. ها العار بغينا نمشيو فحالنا مع ولادنا حياتنا مهددة هنا"؛ بينما اختارت نسرين التعليق على الخراب الذي هز بيروت بالقول: "في لبنان نحن لا نعيش.... إننا فقط ننجو". وتقاطرت عشرات التعاليق على صفحة سفارة المغرب في بيروت تناشد الحكومة بالتدخل في ظل الحديث عن ترقب لبنان أحداثا سياسية قد تكون عاصفة؛ وذلك تزامنا مع محاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري. وأوضحت أم جود، وهي مغربية في لبنان، أن "لبنان تعاني، منذ نحو سنة، من وضع اقتصادي متأزم، أضيفت إليه جائحة كورونا؛ ما انعكس سلبا على الوضع المعيشي وارتفعت معدلات البطالة، وبعدما كنا نعيش بأمان وسلام أصبحنا نحن المغاربة الذين نقطن في هذا البلد الشقيق نعاني أوضاعا صعبة. واليوم، اهتزت العاصمة بيروت على وقع انفجار قوي لم يعرف مصدره إلى حد الآن؛ لكن ارتداداته وانعكاساته تفاقم الأزمات على لبنان وقاطنيه". وانتقدت أم جود ما اعتبرته "غياب أي ردة فعل من الحكومة المغربية لإيجاد حل لمواطنيها المقيمين في لبنان، الذين طالبوا مرارا وتكرارا بفتح خط الرحلات المباشرة بين المغرب ولبنان للرجوع إلى بلدهم بسبب تردي الأوضاع المعيشية". وأضافت أم جود أن "الجالية المغربية المقيمة بلبنان تتقدم بطلب خاص إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بالتدخل العاجل وتوفير طائرة لإجلاء المغربيات المقيمات بلبنان رفقة أبنائهن وأزواجهن، إضافة إلى منح تأشيرات وإقامات لأزواجهن بالمغرب". وأكدت المتحدثة أن الوضع في لبنان صار على "المحك، اقتصاديا ومعيشيا وأمنيا، وأغلب المغربيات المقيمات بلبنان وأزواجهن يعانون من هاته الأزمة على كافة المستويات: غلاء المعيشة، الكراء، عدم توفر فرص شغل أزمات ماء وكهرباء وتعليم ....، فكيف في نظركم سيكون حالهم وهم على بعد خطوة واحدة من قيام الحرب لا قدر الله؟". وتطالب الجالية المغربية بتسهيل إجراءات العودة بالنسبة لأزواج المغربيات أيضا، خصوصا أن السلطات المغربية تفرض التأشيرة على الأزواج اللبنانيين لظروف أمنية، وناشدوا الملك محمدا السادس "لتوفير طائرة إجلاء لنا ولأبنائنا وأزواجنا في أقرب وقت ممكن، وتوفير التأشيرة (أو إلغاء فيزا المغرب لأزواجنا باعتبارهم أزواج مغربيات ولهم الحق بالتجمع العائلي مع زوجاتهم وأبنائهم بالمغرب) وتوفير إقامات لأزواجنا للاستقرار معنا بالمغرب".