فاقمت جائحة "كورونا" من معاناة المغاربة المقيمين بلبنان، بعدما خسر أغلبهم وظائفهم بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ أكتوبر 2019، وهو ما دفع بهم إلى إطلاق نداء استغاثة لإعادتهم إلى المغرب، وتخصيص طائرات تربط بين بيروت والدار البيضاء بتذاكر منخفضة الثمن. وبحسب مصدر مطلع لجريدة "العمق"، فمنذ بداية الثورة خسر العديد من المغاربة المقيمين بلبنان وظائفهم، فيما لم يتمكن آخرون برواتبهم اقتناء مستلزمات العيش، بسبب غلاء الأسعار، وانخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار بشكل كبير إذ يساوي دولار واحد، أزيد من 10 آلاف ليرة. وأضاف المصدر ذاته، أن العديد من المهاجرين المغاربة كانوا ينوون العودة إلى المغرب منذ مدة غير أن إغلاق الحدود حال دون ذلك، وظلوا ينتظرون فتحها من أجل العودة بشكل نهائي بعد استحالة العيش في لبنان لأوضاعه المتأزمة، إلا أنهم صُدموا بعد قرار الحكومة فتح الحدود أمام أبناء الجالية والعالقين، بعدم وجود خط طيران مباشر يربط البلدين. وأبرز، أن مغاربة لبنان ليس بمقدورهم العودة إلى المغرب عبر تركيا بسبب انخفاض قيمة الليرة أمام الدولار، مطالبين شركة "لارام" بتخصيص طائرات تقلهم من مطار بيروت بأسعار تراعي الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها بلد إقامتهم والتي أثرت بشكل كبيرة عليهم. وزاد المصدر نفسه، إلى أن أسعار تذاكر الطيران وصلت ألف دولار، أي ما يعادل 10 ملايين ليرة لبنانية، وهو مبلغ كبير بالنسبة للمهاجرين المغاربة، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فتجد مثلا كيلو لحم يساوي 600 درهم مغربية. وفي السياق ذاته، أشار مصدر الجريدة، إلى أن عددا من المغربيات المتزوجات من مواطنين لبنانيين، قررن العودة بشكل نهائي إلى المغرب، غير أنهن يجدن صعوبة في الحصول على تأشيرات لأزواجهن وأبنائهن.