1. الرئيسية 2. تقارير تنقلات حموشي بين عدد من العواصم.. المغرب يستعين ب"الدبلوماسية الأمنية" لتوطيد علاقاته بعدد من الدول المهمة الصحيفة – محمد سعيد أرباط الخميس 26 شتنبر 2024 - 12:00 أصبح المغرب "رقما مهما" في معادلة الأمن الدولي، في السنوات الأخيرة، بعدما نجحت أجهزته الأمنية والاستخباراتية في المساهمة بشكل كبير في تحييد العديد من المخاطر الأمنية، وعلى رأسها التهديدات الإرهابية التي كانت تُخيم على العديد من الدول، ولا سيما التي ترتبط بعلاقات جيدة مع الرباط. وتكشف العديد من المعطيات في هذا الجانب، أن المغرب اليوم يُدرك جيدا الأهمية التي أصبحت تحظى بها أجهزته الأمنية في علاقات التعاون مع نظرائها في البلدان الأخرى، مما جعل الرباط تمتلك ورقة دبلوماسية جديدة قوية، وهي "الدبلوماسية الأمنية" التي تبرز بشكل كبير في تنقلات المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، الذي زار عدد من عواصم الدول في الأسابيع الأخيرة. وقال الخبير الأمني، محمد الطيار، في هذا السياق، إن الدبلوماسية الأمنية أصبح "لها دور كبير جدا في توطيد علاقات التعاون بين الدول، حيث أن الدبلوماسية الأمنية قطعت أشواطا مهمة في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت تشمل العمل الشرطي وتبادل المعلومات الاستخباراتية، من أجل التصدي لمختلف التهديدات والمخاطر بين الدول، وخصوصا الدول الحليفة". وأضاف الطيار في حديث مع "الصحيفة"، بأنه بفضل هذه الدبلوماسية "صرنا نلاحظ في السنوات الأخيرة، أدوارا متميزة لمدراء أجهزة الاستخبارات على المستوى الدولي، حيث تناط إليهم مهام دبلوماسية مهمة جدا، سواء تعلق الأمر في التفاوض حول قضايا معينة ذات طابع أمني أو غيرها". وبالنسبة للمغرب وتجربته في هذا المجال، قال الخبير الأمني، إن المملكة المغربية صارت "تمتلك مؤسسة أمنية فرضت نفسها على المستوى الدولي، ليس فقط في الجانب المتعلق بالجانب الاستخباراتي، لكن أيضا فيما يتعلق بالعمل الشرطي، وأصبحت التجربة المغربية خاصة في العقود الأخيرة، تفرض نفسها بقوة في مجتمع المؤسسات الأمنية على المستوى الدولي". وأشار الطيار في هذا الصدد إلى زيارة حموشي إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث "ركزت في الجانب الكبير منها على التعاون الشرطي، خاصة فيما بين المعهد الملكي للشرطة والقيادة العامة لشرطة بأبوظبي، بالإضافة كذلك إلى مجموعة من الاتفاقيات التي تم توقيعها حول تنزيل مجموعة من برامج التداريب والتكوين، واتفاقيات تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الثنائية". وحسب الطيار فإن هذه الاتفاقيات تُشير إلى النجاح الذي حققته الأجهزة الأمنية المغربية في مجالات أخرى كالشرطة، وليس فقط الاستخبارات، مستدلا على ذلك بالحضور الأمني المغربي الكبير في مونديال قطر سنة 2022، ونفس الأمر بالنسبة للألعاب الأولمبية بالعاصمة الفرنسية باريس صيف 2024. وسبقت زيارة حموشي إلى الإمارات العربية المتحدة، زيارة أخرى إلى تركيا بدعوة من الأخيرة، حيث تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، بالنظر للدور الذي يحظى به المغرب في مجال محاربة إرهاب تنظيم "داعش" على المستوى الدولي. وبخصوص هذا الموضوع، قال الخبير الأمني محمد الطيار في حديثه مع "الصحيفة" دائما، بأن "هناك علاقات وطيدة تجمع المغرب بهذدا البلد، فضلا عن ذلك، فهناك دور كبير جدا للمغرب فيما يتعلق بملف داعش، بحكم حدود تركيا المشتركة مع سوريا ومع بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في العراقوسوريا، واستمرار تواجد داعش في عدد من دول العالم، ولذلك فإن هناك العديد من الملفات المشتركة فيما يخص التهديد الإرهابي بين المغرب وتركيا". وبشكل عام، أكد الطيار على التطور الكبير الذي عرفته المؤسسة الأمنية المغربية على المستوى الدولي، "ولعل تعدد الزيارات التي يقوم بها عبد اللطيف حموشي، والأوسمة التي تم توشيحها بها عدد من العواصم، والزيارات التي يقوم به مسؤولون أمنيون دوليون إلى المغرب، تبين أن الدبلوماسية الأمنية المغربية نجحت في فرض نفسها، وتعزيز العلاقات المغربية مع عدد من الدول في العالم"، حسب تعبير الطيار.