لم يكن نجاح أجهزة الاستخبارات المغربية في الكشف عن مخطّط تخريبي قاده جندي أمريكي له صلة بتنظيم "داعش" الإرهابي بمعزل عن سلسلة نجاحات حقّقتها المنظومة الأمنية المغربية في كشفها مخططات إرهابية، سواء في أوروبا أو في آسيا وإفريقيا، انطلاقا من معلومات استباقية وفّرتها مصالح المخابرات المغربية لصالح دول صديقة. وكشفت مصادر أمريكية تقديم المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST) التي يقودها عبد اللطيف حموشي معلومات أمنية بالغة الأهمية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مكنت من إلقاء القبض على جندي أمريكي تعاون مع تنظيم "داعش" الإرهابي وخطط للقيام بتفجيرات في نيويورك. وتمكنت السلطات الأمريكية من إلقاء القبض على جندي بتهم تتعلق بالإرهاب، لمحاولته مساعدة "داعش" في قتل جنود أمريكيين في الشرق الأوسط، والتخطيط لتنفيذ اعتداء على النصب التذكاري ومتحف ضحايا الحادي عشر من سبتمبر في مدينة نيويورك. الدكتور محمد الطيار، الخبير الأمني، أكد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قدّمت معلومات مهمة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، بفضلها تم تجنيب أمريكا خسائر بشرية ومادية كبيرة، كانت ستأتي في ظرف سياسي حرج تمر منه المؤسسات السياسية الأمريكية". وشدّد الخبير في الشّؤون الأمنية والإستراتيجية، في تصريح لهسبريس، على أن "التعاون الإستراتيجي والأمني ما بين المغرب والولاياتالمتحدة برز بعد أحداث 11 شتنبر الإرهابية"، مبرزا أن "هذا الإنجاز الكبير الذي ميز الأجهزة الاستخباراتية المغربية لم يأت من فراغ؛ بل هو نتيجة عمل دؤوب على المستوى الداخلي". وأورد الطيار في حديثه أن "علاقات التعاون والانتصارات على المستوى الخارجي انعكاس لما يقع داخليا، بحيث شهدت المنظومة الأمنية المغربية طفرة نوعية على مستوى جهاز المخابرات وعلى مستوى المديرية العامة للتراب الوطني، إذ أصبحت تنافس الأجهزة الأمنية الدولية على مستوى توفير المعلومة والبنية التحتية القوية والتقنيات الحديثة، مع ترسيخ الحكامة الأمنية". وقال المتحدث ذاته إن "جهاز المخابرات يعود له الفضل في إفشال العديد من المؤامرات التي كانت تحاك ضد دول صديقة في أوروبا وآسيا ودول إفريقية"، وزاد: "من خلال مد هذه الدول بمعلومات استخباراتية دقيقة واستباقية، تم تجنب حدوث أعمال إرهابية كارثية"، مبرزا أن "الأجهزة الأمنية المغربية مشهود لها بالكفاءة على المستوى العالمي نتيجة إصلاح عام شهدته خلال الفترة الأخيرة". وشدد الخبير الأمني على أن "جهاز المخابرات المغربي يضم نخبة من الكفاءات الوطنية تسهر ليل نهار من أجل الحفاظ على مؤسسات البلاد"، لافتا الانتباه إلى أن "الملك محمدا السادس قام بزيارة المقر المركزي للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني كتشريف وتكريم لموظفي الإدارة الذين بذلوا تضحيات كبيرة واستطاعوا أن يجنبوا البلاد الكثير من المآسي". وتوقف الطيار عند اجتماع السّفير الأمريكي مع المدير العام لمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، في لقاء "كان مخصصا للتعاون الأمني الذي أصبح نموذجا يحتدى به في العالم، خاصة في مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود؛ ويبين أن هناك تعاونا وطيدا بين الأجهزة الاستخباراتية المغربية ووكالة الاستخبارات الأمريكية". كما قال المصرح لهسبريس إن "جهاز المخابرات المغربي سبق له أن قدم معلومات دقيقة ومهمة لأمريكا في حربها مع القاعدة في أفغانستان، خاصة عن معسكر ‘خلدن' عاصمة القاعدة"، مبرزا أن "هذه النجاحات تأتي بفضل التنسيق المحكم بين مختلف الأجهزة الاستخباراتية داخل الوطن". وأبرز المتحدث أيضا أن "الأجهزة الأمنية تعمل بشكل متناسق ومنسجم، وبفضلها أصبحنا ننعم باستقرار أمني داخلي وبسمعة دولية لها أثر على نشر الشعور بالأمن والطمأنينة وسط الناس، وقدوم استثمارات أجنبية"، مستطردا: "بعد أحداث 11 شتنبر توجه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش إلى الجزائر والتقى بمسؤولين في المخابرات نتيجة إشاعات مرتبطة بمكافحة الأجهزة الأمنية الجزائرية ضد الإرهاب، ومع توالي السنوات تبين أن الأجهزة الجزائرية تورطت في تفجيرات عام 2013 بعين أميناس، وتفجيرات أخرى بجبل شعانبي في الحدود مع تونس". وفي هذا الصدد، أوضح الخبير أن "المخابرات المغربية تمد بالمعلومات وتتمتع بمصداقية عالية في تعاملها مع العالم"، وتابع: "منذ عام 2016 قام الكونغرس بإلغاء مساعدة كانت تقدم للأجهزة الأمنية الجزائرية تقدر ب 750 ألف دولار، بعدما تبين تورط المخابرات الجزائرية في العديد من العمليات الإرهابية في تونس وفي الحدود. ونتيجة لذلك، ضغطت أمريكا على الجزائر لإقالة الجنرال محمد مدين وسجن الجنرال حسّان الذي كان الرجل الثاني في المخابرات لمدة 5 سنوات".