صنع مغني الراب الجزائري عبدالرؤوف دراجي المعروف فنيا بإسم "سولكينغ " يوم أمس، الحدث داخل وخارج الجزائر، عقب وقوع قتلى وجرحى في حفله الأول ببلاه بسبب تدافع محبيه أمام مدخل ملعب "20 أوت" بالعاصمة الجزائر حيث أقيم هذا الحفل الضخم مستقطبا ما يقارب 30 ألف متفرج . وأثار "سولكينغ" ضجة كبيرة قبل وبعد إقامة الحفل، عقب تعرضه لحملة شرسة من قبل بعض الجزائريين عبر مواقع التواصل الذين رفضوا جملة وتفصيلا تنظيم هذا الحفل بداعي عدم استقرار الوضع السياسي بالبلاد واستمرار الحراك الشعبي المطالب برحيل رموز النظام السابق . وتقبل "سولكينغ" بصدر رحب ردة فعل منتقديه ورد عليهم بالقول "أنا حريص على تقاسم نجاحي مع أبناء بلدي" مؤكدا بأن ثمن تذكرة الدخول لم تتجاوز 1500 دينار جزائري ما يعادل 12.5 دولار أمريكي، والذي رأى بأنه في متناول الجميع ملمحا على أن جزءا هاما من مداخيل الحفل سيخصص لفائدة مرضى السرطان الخبيث . وكانت حادثة وقوع قتلى وجرحى خلال عملية التدافع لدخول حفل "سولكينع " فرصة مواتية لبعض الجزائريين الذين حملوا الجهات المنظمة مسؤولية ما حدث من سقوط أرواح من أجل حفل فني وطالبوا بالتحقيق في الحادثة ومعاقبة المتسببين فيه، حيث تناقلت مختلف وسائل الإعلام العالمية أن الحفل استكمل رغم وقوع قتلى وإصابات خطيرة ما اعتبروه بمثابة "فضيحة". ودافع آخرون عن فنانهم المفضل والذي يعتبرونه أحسن سفير للجزائر بعد تألقه بشكل ملفت للإنتباه بالساحة الفنية العالمية وحصد جوائز كثيرة بعد تحصله على نسب مشاهدة عالية عبر اليوتيب وبات يتربع على عرش مطربي الراب العالمي. ويعتبر "سولكينغ" أحد صناع الحراك الشعبي بالجزائر وهو الذي لم يتوان في ضم صوته لصوت الشعب بعد أقل من شهر من بداية الحراك المطالب برحيل نظام بوتفليقة ومنعه من الترشح لعهدة خامسة واستمراره في الحكم وغنى للحراك الشعبي أغنية "لاليبرتي" الداعمة لمطالب الشعب الرافضة لاستمرار بوتفليقة في الحكم وطرد بقايا النظام الحاكم في الجزائر. وكسب "سولكينغ" قلوب الجزائريين خصوصا المتظاهرين ضد نظام بوتفليقة وتأثروا كثيرا بالأغنية التي أهداها للشعب الجزائري، والتي حفظوها عن ظهر قلب وانتشرت بسرعة البرق بين الجزائريين وسجلت نسبة مشاهدة قياسية عبر اليوتيب وبلغب 143 مليون مشاهدة لحد الساعة. وما زاد من محبة "سولكينغ " عند الجزائريين هو رفضه المطلق في دعم الرئيس بوتفليقة والغناء له من أجل عهدة خامسة رغم كل ما قدم له من إغراءات مالية من شقيق الرئيس المسجون السعيد بوتفليقة الذي حاول إغراء "سولكينغ" بأموال طائلة وقالها صراحة "لا يمكنني أن أٌقف ضد رغبة الشعب المطالب برحيل بوتفليقة ولو بمال الدنيا". وفرض "سولكينغ" نفسه على الساحة الفنية العالمية في ظرف وجيز بنوع غنائي جديد اكتسح قلوب الشباب ونال شهرة واسعة كاسبا به ملايين المعجبين، وأصبح من أهم مغنيي الراب العالمي ومطلوب بكثرة لإفامة حفلات وجولات فنية عبر عديد الدول الأوروبية والعربي . وقدم "سولكينغ" العديد من الأغاني الناجحة والتي تجاوزت كل الحدود ووصلت للعالمية بداية من أغنية "Guérilla" التي عبر فيها عن افتخاره بأصوله الجزائرية والأفريقية، وقدم فيها تحية خاصة للزعيم الأفريقي الراحل "نيلسون مانديلا"، لتحقق الأغنية أرقام مشاهدة قياسية تجاوزت حدود 167 مليون مشاهدة على يوتيوب. ويقول المختص في علم الإجتماع نورالدين بكيس بأن حب الشباب لأغاني "سولكينغ" هو قربه من معاناتهم وعيشه نفس الظروف التي يعيشها الشباب الحالي خصوصا بالجزائر، وتحديه لكل المتاعب والصعاب التي واجهها في بلاده ولم ينجح، إلا أنه حقق نجاحا مميزا في أول فرصة اتيحت له خارج الجزائر، وهو ما يجعل الشباب يؤمن في الرسالة التي يحملها "سولكيتغ" لأنه يمثل نموذجا للشباب". ويضيف بكيس في تصريح خص به الصحيفة" بأن "سولكينغ" هو نموذج ناجح لشاب جزائري عانى كثيرا ببلده وعاش ظروفا صعبة وحتى بعد هجرته للخارج وبقائه مدة دون وثائق صنعت منه إرادة فولاذية و نجح في الأخير معتمدا على نفسه وخارج بلده وهو ما جعل بعض الشباب الجزائري يقتنع بتجربته ويتأكد بأن النجاح يكون بالضفة الأخرى وهو واقع مرير يعيشه شبابنا الذي لم يعد له أمل داخل بلاده ويحلم بالعيش الأفضل خارجه. وكان المغني الجزائري قد أثار نقاشا كبيرا في المغرب بعد حمله لعلم جبهة "البوليساريو" في حفله له، قبل أن يقدر اعتذاره للشعب المغربي في فيديو مصور مؤكدا أنه ظن أن العلم هو لفلسطين.