1. الرئيسية 2. تقارير لدفع مابوتو لإبقاء دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية.. الجزائر تُسلح ميليشيات موزمبيقية لمحاربة "إرهاب" جماعة مسلحة في شمال البلاد الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأحد 10 مارس 2024 - 15:18 كشفت وسائل إعلام موزمبيقية، أن الجزائر قررت تقديم الدعم لفائدة ميليشيات محلية تابعة للنظام الموزمبيقي، من أجل محاربة جماعة جهادية تدعي ارتباطها ب"الدولة الإسلامية" بسبب الأعمال "الإرهابية" التي تقوم بها هذه الجماعة في شمال البلاد، وبالضبط في منطقة كابو ديلغادو. ووفق المصادر ذاتها، فإن من بين مخرجات الزيارة التي قام بها رئيس الموزمبيق إلى الجزائر في الأيام الماضية، هي حصوله على وعد من النظام الجزائري بتقديم دعم فوري في المعدات الفردية لأعضاء الميليشيات المحلية التي تُقاتل إلى جانب القوات المسلحىة الموزمبيقية ضد جماعة "داعشية" تسببت في العديد من القلاقل في منطقة كابو ديلغادو، إضافة إلى التسبب في تهجير الآلاف من سكان المنطقة. وقالت الصحافة الموزمبيقية أن مابوتو (عاصمة البلاد)، رحّبت بالتعاون والدعم الجزائري، في إطار العلاقات الجيدة التي تجمع البلدين، لكن دون الإشارة إلى المقابل الذي ستحصل عليه الجزائر من خلال تقديم هذه المساعدات المادية والعتادية للميليشيات المسلحة. وفي هذا السياق، يعتقد الكثير من المتابعين للتحركات الجزائرية في إفريقيا في السنوات الأخيرة، أن الدافع أو المقابل الذي تسعى الجزائر للحصول عليه من خلال تحركاتها، هو كبح التوسع المغربي السياسي والاقتصادي في القارة، وهو التوسع الذي تعكسه النجاحات التي حققتها الرباط في دفع العديد من البلدان الإفريقية إلى الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، والرفع من الاستثمارات المغربية في بلدن إفريقية عديدة. وتسعى الجزائر إلى اللحاق بالمغرب في هذا الركب، بالإضافة إلى دفع البلدان التي لم توطد علاقاتها مع الرباط بعد لاتخاذ مواقف مضادة للمملكة المغربية، مثل دولة الموزمبيق التي لازالت تُعتبر من الدول القليلة التي تتبنى الطرح الانفصالي لجبهة "البوليساريو"، وهي الجبهة التي بدورها يرى كثيرون أنها جماعة تمارس أعمالا تدخل في خانة "الإرهاب" سواء في مخيمات تندوف أو في العمليات العسكرية التي تقوم بها في الصحراء، والتهديدات التي تطلقها ضد السكان في المنطقة. وكان تقرير نشرته صحيفة "مغرب انتيلجنس" في الأيام الأخيرة، أشار إلى أن الزيارة التي قام بها رئيس الموزمبيق إلى الجزائر، تدخل في إطار الاستراتيجية الجديدة لنظام تبون، التي تهدف إلى استقبال رؤساء وزعماء البلدان الإفريقية التي لم ترتبط بالمغرب بعلاقات متينة بعد، من أجل استقطابها بالدعم السياسي والمالي، لإبقائها في الصف المعارض للمغرب، وخاصة في قضية الصحراء. غير أنه بالرغم من هذه التحركات المكثفة التي تقوم بها الجزائر في السنوات الأخيرة، إلا أن الوقائع الميدانية تشير إلى تراجع نفوذها في إفريقيا، وقد تدهورت علاقاتها مع جل بلدان الجزائر، مثل مالي والنيجر، إضافة إلى التهديدات التي تخشى منها بسبب ضعف السيطرة الأمنية في المناطق الحدودية، مثلما هو الوضع في شمال مالي وبالقرب من الحدود الليبية.