1. الرئيسية 2. تقارير بسبب دعم سانشيز للحكم الذاتي في الصحراء وخط الغاز ومبادرة الوصول إلى الأطلسي.. الجزائر تُجمد علاقاتها من جديد مع إسبانيا الصحيفة – حمزة المتيوي الخميس 29 فبراير 2024 - 16:02 لم تستسغ الجزائر مُخرجات الاجتماع الذي جرى الأسبوع الماضي، بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بعدما جدد هذا الأخير دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، وأعلن دعمه لمبادرتين مغربيتين ترتبطان بالمستقبل الاقتصادي للمنطقة، الأمر الذي دفع قصر المرادية إلى الترويج لتجميد العلاقات مع إسبانيا. ومررت السلطات الجزائرية خطابها الجديد عبر صحيفة "إل إنديبيندينتي" الإسبانية، التي نقلت عن "مصادر حكومية جزائرية" إعلانها تجميد العلاقات مع مدريد، بسبب ما اعتبرته "طعنة ثانية" تلقتها من حكومة سانشيز، ليس فقط بسبب استمراره في تأييد الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، ولكن أيضا لدعمه مشروع خط الغاز نيجيريا – المغرب، ومبادرة الملك محمد السادس لضمان وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي عبر ميناء الداخلة الجديد. وأوردت المصادر نفسها أنه إلى غاية الأيام القليلة الماضية، كانت الجزائر تنتظر، بتفاؤل حذر، تدشين مرحلة جديدة في العلاقات مع إسبانيا بعد نحو عامين الأزمة الدبلوماسية التي تلت إعلان سانشيز دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، وكانت هناك استعدادات لبناء هذه العلاقات، جرى التعبير عنها من خلال تعيين سفير جديد في مدريد واستئناف المبادلات التجارية والرحلات الجوية، لكن كل ذلك تبخر بالكامل الأسبوع الماضي. المصادر الجزائرية قالت إن أي جهود للتقرب من مدريد سيتم إيقافها، مع "تحذيرات" بأنه لن تكون هناك "تنازلات أو مزيد من المبادرات، ولن تكون هناك هدايا"، ويبرز التقرير أنه "في مكاتب الجزائر العاصمة، ساد الشعور بقرب إصلاح العلاقات مع إسبانيا، خصوصا بعد إعلان سنشيز دعم المسار الأممي لحل ملف الصحراء، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر الماضي، لدرجة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رحب بالأمر. لكن صورة الملك محمد السادس مع رئيس الوزراء الإسباني، خلال رحلة هذا الأخير إلى الرباط التي استمرت لساعات، أعادت الأمور إلى المربع الأول، خصوصا وأن سانشيز ظهر في ندوة صحفية وهو يجيب على سؤال طُرح عليه بخصوص ملف الصحراء، ليعلن عن دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي، حيث ترى الجزائر أن هذا السؤال تحديدا جرى الاتفاق عليه مع سانشيز. وما أثار غضب الجزائر أيضا، هو الإعلان الرسمي عن دعم مبادرة الملك محمد السادس لفائدة دول الساحل، من أجل منحها منفذا على المحيط الأطلسي، بالإضافة إلى ترحيبه بمشروع خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي، الذي يرى فيه قصر المرادية تهديدا للمصالح الجزائرية، بحكم أن إسبانيا تستورد الغاز الآن من الخط المتوسطي المباشر الذي يربطها بالجزائر. ونقلت الصحيفة عن "مصدر مقرب جدا من السلطات الجزائرية" قوله "الآن دخلت العلاقات الإسبانية الجزائرية مرحلة السلام البارد إذا جاز التعبير.. الجزائريون يشعرون بالخيانة مرتين"، وأضاف "الشعور السائد بين القادة السياسيين الجزائريين هو أن حكومة سانشيز خدعتهم، وأن ما كان يبدوا وكأنه عودة إسبانية إلى الحياد التقليدي بشأن الصحراء، انتهى إلى العودة لتأييد موقف المغرب، أي الحكم الذاتي". والظاهر، أن موقف مدريد أصاب الجزائريين ب"الدوار"، إذ وفق المصدر ذاته فإنهم إلى غاية الآن "لا يفهمون أسباب قرار لا مونكلوا الرهان بكل شيء لدعم المغرب، بما في ذلك العلاقات مع الدولة التي كانت المصدر الرئيس للغاز إلى إسبانيا سنة 2023 بنسبة 29 في المائة من إجمالي وارداتها". وتنظر الجزائر العاصمة إلى الأمر على أنه "سلسلة خداع جعلتها تتيقن من أنه لا وجود لطريقة لإعادة تفعيل معاهدة الصداقة وحسن الجوار، أو رفع الحظر المفروض على الصادرات الإسبانية"، ويتساءل أحد المقربين من السلطات الجزائرية "ما مشكلة حكومة إسبانيا، ألا تتفهم موقف الجزائر ومبادئها؟"، ليخلص إلى أنه "ما دامت حكومة سانشيز في السلطة، فإن العلاقات مع الجزائر لن تتحسن".