عادت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، إلى التطرق إلى الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، والذي طال الغاز الطبيعي، وتهديد النظام الجزائري، بقطع صادراته عن مدريد، بعد إعلان حكومة بيدو سانشيز دعمها لخطة المغرب بمنح الحكم الذاتي للصحراء، ووصفت الخطة بأنها "جادة وذات مصداقية".
واعتبرت المجلة الفرنسية، في تقرير لها، أن "الجزائر تسعى منذ قطعها خط أنبوب الغاز "المغرب العربي- أوروبا" المار عبر المغرب، إلى "معاقبة" مدريد لتوافقها مع مواقف الرباط في الصحراء المغربية. وأوضحت "جون أفريك"، أنه بينما تصاعدت التوترات بين الجزائر والمغرب منذ أكثر من عام، دخلت إسبانيا المعركة بالتحدث علنا لصالح خطة الحكم الذاتي المغربية في مارس الماضي، مما أثار غضب النظام الجزائري، وهو قرار يأتي في سياق أزمة الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأشارت المجلة، إلى أنه بالإضافة إلى قضية الصحراء المغربية، التي تقوض العلاقات بين الدول الثلاث ، تنضاف الآن حرب الغاز، الذي تستخدمه الجزائر ، وهي مصدر رئيسي للنفط والغاز، هذا المورد كسلاح لمعاقبة الرباطومدريد، وكورقة لجعل نفسها لا غنى عنها على المسرح العالمي.
وفي 18 مارس الماضي، وصفت الحكومة الإسبانية، في رسالة بعث بها رئيسها بيدرو سانشيز، إلى الملك محمد السادس، مبادرة الرباط للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، ب"الأكثر جدية" للتسوية النزاع المفتعل.
وعقب ذلك بيوم، أعلنت الجزائر استدعاء سفيرها في مدريد للتشاور على خلفية الموقف الجديد لمدريد بشأن قضية الصحراء المغربية.
وقبل أسابيع، حذرت الجزائر إسبانيا من مغبة تحويل أي كميات من الغاز الجزائري عبر عكس حركة التدفق في أنبوب الغاز "المغرب العربي- أوروبا" المار عبر المغرب، وجرى إيقاف العمل به الخريف الماضي.
كما غابت زيارات المسؤولين أو رجال أعمال إسبان منذ مارس الماضي، عقب موقف مدريد من الصحراء المغربية.