أكد خليل بوبحي، عضو هيئة دفاع نادي الوداد الرياضي، على قوة ملف الأخير، المعروض أمام محكمة التحكيم الدولية الرياضية بمدينة لوزان السويسرية، في ما أضحى يسمى ب"فضيحة رادس" المرتبطة بمباراة نهائي عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، التي جمعت الفريق "الأحمر" بخصمه الترجي الرياضي التونسي. المحامي المغربي، الذي حضر جلسة الاستماع السرية، أمس، بمحكمة "الطاس"، نوه بمستوى النقاش القانوني الرياضي الراقي، سواء من جانب هيئة دفاع الوداد الرياضي، أو من جانب دفاع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وكذا هيئة دفاع الترجي الرياضي، حيث انصب حول الجانب المسطري، ثم الاختصاص، ثم مناقشة الموضوع . في هذا الإطار، أوضح الدفاع المغربي، أنه تم الاستماع خلال هذه الجلسة للشهود؛ وهم الحكم الغامبي باكاري غاساما، بواسطة الهاتف، الموريتاني أحمد ولد يحيى، مراقب المباراة، ثم عبد اللطيف نصير، عميد الوداد الرياضي، بواسطة خاصية "السكايب"، وهي شهادات صبت في مجملها لصالح الملف المغربي، يضيف الأستاذ بوبحي. وعمدت الهيئة التحكيمية، إلى طرح بعض الأسئلة على الشهود وعلى دفاع الوداد والترجي، بخصوص بعض الطلبات قصد توضيحها ، مبرزا أن الملاحظات الأساسية التي تم استخلاصها، هي "أن الحكم ومندوب المباراة أكدا امام الهيئة التحكيمية ما جاء في تقاريرهم بأن فريق الوداد الرياضي لم ينسحب، وأنه رفض اللعب بعد تسجيل الهدف لغياب تقنية var، وأن الظروف الأمنية لم تكن متوفرة في الملعب، فيما أن دفاع الكاف يطلب رفض استئناف الفريقين لعيوب شكلية، وكذا يطلب تأييد قرار اللجنة التنفيذية للكاف بإعادة المباراة" وتابع المحامي المغربي، على أن "فريق الوداد الرياضي يتشبت بأنه كان ضحية لاخلالات تنظيمية ممنهجة من طرف الجهة المنظمة وهي الجامعة التونسية والترجي نتج عنها عدم إجراء المباراة في ظروف أمنية مواتية في ظل غياب العدالة الكروية التي يضمنها استعمال تقنية varمطالبا بإعلانه فائزا بالمباراة" . في المقابل، يتشبث الطرف التونسي، ممثلا في نادي الترجي التونسي، بأن اللجنة التنفيذية ل"الكاف" غير مختصة لإصدار هذا القرار، ويضيف بأن استئناف فريق الوداد الرياضي به مجموعة من الاختلالات الشكلية ، وأن فريق الوداد الرياضي هو الذي استعمل سلوكا غير رياضي برفضه الاستمرار بلعب المباراة ، وبالتالي يطلبون بالقول بعدم اختصاص اللجنة التنفيذية لإصدار هذا القرار ، واحتياطيا تزكية فوز الترجي باللقب، يضيف خليل بوبحي. وفي تدوينته على صفحته الشخصية على "الفايسبوك"، اعتير عضو هيئة دفاع الودادى أن "الهيئة التحكيمية سيصعب عليها كثيرا الحسم في هذه الطلبات بسهولة ، لأن الموضوع معقد نوع ما بشكل كبير، وهذه النازلة هي الأولى من هذا النوع امام الطاس"، لكنه "وبتجميع المعطيات القانونية حول الموضوع وبصفتي متخصص في مادة المنازعات الرياضية، أقولان قرار محكمة التحكيم الرياضي لن يخرج عن إحدى الحالات التالية" وعدد المحامي المغربي الحالات كالآتي: 1-عدم قبول استئناف الترجي والوداد شكلا مما يعني ضرورة تنفيذ قرار الكاف المطعون فيه بإعادة المباراة 2-عدم اختصاص اللجنة التنفيذية للكاف لاصدار مثل هكذا قرار ، وبالتالي إلغائه مع إحالة الملف على اللجان المختصة داخل الكاف ، وهذا في مصلحة الوداد الرياضي . 3- قبول الاستئنافين شكلا ، وموضوعا بتأييد قرار إعادة المباراة بين الفريقين . وهو في حد ذاته مكسب لفريق الوداد الرياضي بالنظر للمعركة القانونية امام طاس ، بعد انصافه من طرف اللجنة التنفيذية للكاف . وختم المتحدث نفسه، بالتأكيد على دفاع الوداد عن النزاهة الرياضية في الكرة الافريقية عموما، وحماية مصالح الكرة المغربية بشكل خاص مستقبلا، على اعتبار أن ملف الوداد الرياضي اليوم أمام "الطاس" هو شموخ للكرة المغربية وتحول كبير في مسار مواجهة الاختلالات التسييرية داخل الكاف، على حد تعبيره. هذا وكان سعيد الناصيري، رئيس الوداد الرياضي، قد حل إلى مقر محكمة "الطاس"، صبيحة أمس، مرفوقا بهيئة من المحامين، في مقدمتهم السويريتين ديسبينا مافروماتي ولورانس بيرغير، بالإضافة إلى المغربي طارق مصدق، من أجل الترافع والدفاع عن مصالح الفريق المغربي. ويدافع الطرف "الودادي"، حسب ما توصلت به "الصحيفة"، على إلغاء قرار المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الصادر في خامس يونيو الماضي، القاضي بإعادة مباراة إياب نهائي عصبة الأبطال، وذلك على أرضية ملعب محايد، حيث يرفض الجانب المغربي هذا الأمر، مطالبا بأحقيته في التتويج باللقب باعتباره فائزا بالمباراة. من جانبه، يتشبث مسؤولوا نادي الترجي الرياضي التونسي، بحقهم في الاحتفاظ بلقب وميداليات البطولة، التي تم تتويجهم بها، على هامش مباراة العودة التي أجريت في 31ماي الماضي، إذ سيدافع الطرف التونسي، مستعينا بخبرات قانونية في المجال، على موقفه الرافض لإعادة هاته المباراة، حسب ما أعلنه "الكاف". جدير بالذكر، أن محكمة "الطاس" ستبث في قضية النزاع، حسب ما أعلنته عبر مراسلة توصلت بها الجريدة، في أجل أقصاه، غدا الأربعاء، حيث يترقب الرأي العام الرياضي والدولي القرار الذي سيصدر عن الهيئة، في ملف أثار جدلا كبيرا داخل دواليب كرة القدم الإفريقية.