أعلنت أوكرانيا رسميا، اليوم الأربعاء، انضمامها إلى ملف إسبانيا والبرتغال للترشح لاحتضان كأس العالم 2030 وذلك بعد أن حظيت الفكرة بقبول الرئيس فلوديمير زيلينسكي، الأمر الذي يأتي بمثابة رد فعل على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، ضم 4 أقاليم أوكرانية إلى أراضي بلاده، الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول مدى منطقية هذا التنظيم، في حين لم تلق فيه فكرة انضمام المغرب، المجاور لشبه الجزيرة الإيبيرية، الترحيب اللازم من مدريد ولشبونة. وفي قرار سياسي أكثر منه رياضي، أصبح ملف ترشح إسبانيا والبرتغال لاحتضان كأس العالم ثلاثيا بانضمام أوكرانيا، بعد أسبوع واحد على توقيع بوتين مشروع قانون ضم أقاليم دينيتسك وخيرسون ولوهانسك وزابوريجيا الموجودة في شرق أوكرانيا إلى الأراضي الروسية، علما أن مسألة تنزيل التنظيم على أرض الواقع تبدو مستحيلة عمليا، بسبب المسافة الكبيرة الفاصلة بين أوكرانيا وشبه الجزيرة الإيبيرية، إذ تبعد كييف عن مدريد ب3772 كيلومترا. لكن الجغرافيا ليست وحدها هي المشكلة، لأن الأمر يتعلق أيضا ببلد غارق في الحرب ولا يمكن أن تُلعب منافسات كرة القدم الدولية على أراضيه، فأنديته المشاركة في المسابقات الأوروبية حاليا تستقبل مبارياتها في ملاعب بولندا المجاورة، بل إن الوضع الحالي اضطر فريق شاختار دونتسك العريق إلى الانتقال نحو العاصمة كييف، كما أن ملعبه "دونباس أرينا" ثاني أكبر ملاعب أوكرانيا بسعة تقارب 53 ألف مقعد الذي كان أحد ملاعب كأس أمم أوروبا 2012، أصبح تحت سيطرة روسيا. وكانت الفكرة الأولى للملف الثلاثي المذكور، أن يكون ترشحا يجمع إسبانيا والبرتغال والمغرب، الأمر الذي حظي بدعم من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال زيارته للمغرب ولقائه بالملك محمد السادس سنة 2018، لكن في منتصف 2021 أطلقت مدريد ولشبونة رسميا حملتهما المشتركة لاحتضان كأس العالم 2030 في مباراة ودية بين المنتخبين احتضنها ملعب "ميتروبوليتانو" في العاصمة الإسبانية، في حين تحدثت تقارير إعلامية هذا العام عن ترشح المغرب مُنفردا. يأتي ذلك رغم أن "الفيفا" تدعم ترشحا قد ينتُج عنه أول تنظيم مشترك لكأس العالم بين قارتين، ففي يونيو الماضي أعلن جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن ترحيبه بفكرة ترشح إسبانيا والبرتغال من أوروبا والمغرب من إفريقيا بملف مشترك، في حين ذكرت تقارير بريطانية وإسبانية أن هذا الأمر جاء على لسانه في محادثة هاتفية مع لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الملكي الإسباني للعبة، الأمر الذي تدعمه الجغرافيا كون المغرب لا يبعد عن إسبانيا سوى ب14 كيلومترا.