بعد انفرادها قبل أسبوعين بنشر خبر عقد الاجتماع الأول للجنتها التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم سنة 2019، بمدينة مراكش ما بين 15 و19 من هذا الشهر (يناير)، عادت صحيفة “آ س” الإسبانية، الواسعة الانتشار والمقربة من المسؤولين الكرويين في الرباطومدريد، لتكشف في مقال جديد لها أن الملك محمد السادس لازال متشبثا بآمال إسعاد الشعب المغربي بتحقيق حلم تنظيم مونديال 2030، بعد فشل ملف ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2026، أمام الملف الثلاثي الأمريكي والكندي والمكسيكي. غير أن المغرب يسعى إلى الترشح لتنظيم مونديال 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال، في ظل تيقنه من استحالة تنظيم مونديال مشترك مع تونس والجزائر. هذا الترشح المغربي الإيبيري يحظى بدعم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جيفاني إنفانتينو، الذي يتجه إلى تعديل قانون منع قارتين من تنظيم مونديال مشترك، وذلك لفسح المجال أمام الملف المحتمل المغربي الإيبيري. المصدر ذاته أشار إلى أن “المغرب سيدافع عن حقه في تنظيم المونديال أمام الفيفا في اجتماع يوم 15 يناير” بمراكش، مبرزا أن “المغرب يتطلع إلى جانب إسبانيا والبرتغال لتنظيم مونديال 2030″، مؤكدا أن “إنفانتينو يدعم هذا الترشح لأنه مدمج وتضامني”. وأردف أن المغرب يريد أن يغتنم فرصة اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا يوم 15 يناير بمراكش، من أجل تأكيد رغبته في استضافة المونديال، الحلم الذي لم يتحقق للمغاربة في خمس مناسبات. الصحيفة ذاتها كشفت، أيضا، أن الملك محمد السادس أعطى أوامره لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بإبلاغ رئيس الفيفا بأن المغرب عازم على الترشح لتنظيم مونديال 2030. ورجح المصدر ذاته أن يتم هذا الترشيح في إطار ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال، بعدما أبدى رئيس الحكومة الإسبانية، بيدر سانشز، رغبته، خلال استقباله من طرف الملك محمد السادس يوم 19 نونبر الماضي، في التقدم بملف مشترك. وعلى الرغم من أن أعراف الفيفا لا تسمح بتنظيم مشترك بين قارتين، إلى أن الصحيفة ذاتها أكدت أن إنفانتينو علم بهذا العائق، لكن يتجه إلى إدخال تعديلات على قانون الفيفا لتعبيد الطريق أمام الملف المشترك المحتمل بين المغرب وإسبانيا والبرتغال. مصادر من داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، كشفت أن “هناك اهتماما كبيرا في تجاوز هذا العائق المطروح، لأن تنظيم مونديال بين إفريقيا وأوروبا سيكون بمثابة تحالف حضارات ودليل على أن كرة القدم قادرة على جمع شعوب العالم من مختلف الثقافات والأديان”. وأوضحت الصحيفة أن الملك محمد السادس كان أبدى في البداية نوعا من التوجه لتنظيم مونديال مشترك مع تونس والجزائر، لكنه يرى اليوم، أن هذا الحلم يمكن أن يتحقق مع إسبانيا والبرتغال. مصادر حكومية إسبانية أشارت إلى أنه إذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالمكسيك سينظمان مونديال مشتركا، فإن المغرب وإسبانيا والبرتغال بإمكانهم، كذلك، تنظيم المونديال، في إشارة واضحة إلى تلك الخلافات القائمة بين المكسيك وأمريكا، مقابل التوافق بين الرباطومدريد ولشبونة. الخبير في الشأن الكروي ومدير نشر صحيفة “آ س”، ألفريدو ريلانيو، أوضح ل”أخبار اليوم”، أنه يدعم تقديم ترشح مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، إذ يوضح قائلا: “أنا مع ملف الترشح المغربي، لأن شمال إفريقيا أفضل مكان لكرة القدم بعد أوروبا وأمريكا الجنوبية”، مبرزة أن ملفا مغربيا مشتركا مع مدريد ولشبونة “سيكون أكثر من جيد”، لأنه سيحظى بدعم دول الجوار وبلدان أخرى. بدوره، قال الخبير المغربي في كرة القدم، منصف اليازغي، في اتصال هاتفي مع “أخبار اليوم” إن على المغرب أن يكون واقعيا ويتجه نحو تقديم ملف ترشح مشترك مع مدريد ولشبونة، بدل الملف المغاربي مع تونس والجزائر، الذي كان يُتحدث عنه من قبل. وأضاف أن “الترشح مع إسبانيا والبرتغال من شأنه جر المغرب إلى الأعلى بدل الأسفل، كما أن حظوظ الفوز بشرف تنظيم مونديال 2030 ستكون أكبر”. وتابع منصف اليازغي أن الترشح المغربي الإيبيري سيعفي المغرب من صرف أموال باهظة في بناء ملاعب ومرافق جديدة، نظرا لأن إسبانيا والبرتغال تتوفران على بنيات تحتية هائلة؛ كما أن من شأن هذا الترشح أن يجلب أصوات الاتحادات الأوروبية، لتنضاف إلى الإفريقية، مما سيجعله ملفا قويا. وأشار، كذلك، إلى أن رئيس الفيفا سبق وأكد أن ليس لديه أي مشكل في تنظيم ملف مشترك بين قارتين. هذا، وسيركز لقاء مراكش على نقطتين مهمتين: أولاها، مناقشة إمكانية زيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال قطر 2022 من 32 إلى 48 فريقا، من أجل السماح لأكبر عدد من المنتخبات بالمشاركة؛ والثانية، تعديل قانون تناوب القارات على تنظيم كأس العالم من أجل الدفع بملف الترشح المشترك بين المغرب والبرتغال وإسبانيا..