أعلنت مؤسسة "سيمنس غامسا" عن إغلاق مصنعها في طنجة المخصص لتصنيع شفرات الطاقة الريحية الذي كلف استثمارات بقيمة تجاوزت 100 مليون دولار، وذلك بعد 5 سنوات فقط من افتتاحه، الأمر الذي سيؤدي إلى فصل جماعي ل500 أجير، ووفق بيان للشركة صدر اليوم الخميس، فإن القدرة الزائدة ونقص الطلب على نموذج الشفرات المصنعة في هذه الوحدة. وقالت المؤسسة إن القرار جزء من برنامج استراتيجية الشركة الأم "ميسترال" بهدف العودة إلى مستوى الربحية وتأمين الاستدامة للشركة على المدى الطوي، مبرزة أن القدرة الزائدة ونقص الطلب على نموذج الشفرات التي تصنع بمصنع طنجة هما أصل القرار، وفي المقابل لم يُثبت تقييم تصنيع أنواع أخرى من الشفرات في المعمل جدوا، وأضافت أن المقر الرئيسي سيظل في الدارالبيضاء، وستبقى الشركة ملتزمة لخدمة السوق المغربي والأفريقي. وأوضح البيان أن صناعة طاقة الرياح العالمية تخضع لضغوط مالية كبيرة ومنافسة حادة، إلى جانب ضغوط الأسعار والزيادة الهائلة في تكاليف المواد الخام واللوجستيات، وعلى هذه الخلفية أعلنت "سيمنس غاميسا" اليوم عن قرارها بإغلاق مصنع إنتاج شفرات الرياح، كجزء من برنامج استراتيجية "ميسترال" المصمم بهدف جعل المنظمة أكثر بساطة وتحسين الكفاءة والفعالية التنظيمية. ويأتي الإعلان عن إغلاق هذا المصنع، حسب المؤسسة، في أعقاب إجراءات التعديل التي اتخذتها الشركة في السنوات الأخيرة في الدنمارك والهند وإسبانيا والولايات المتحدة، ويعكس توحيدا مشابها لبصمة التصنيع التي اتخذت عبر القطاع، قائلا إن إغلاق المصنع هو نتيجة نقص في الطلب على الشفرات التي تصنع بمعمل طنجة، ومع توجه السوق نحو توربينات أكبر وأكثر كفاءة في المستقبل، لا يعتبر المصنع منافسا لتلك النماذج المستقبلية. وقامت الشركة بتقييم سيناريوهات تصنيع نماذج، شفرات أخرى في المصنع ولكن لم يثبت أي منها جدواه نظرا للطلب المتوقع، وأوردت أنها ستحافظ على عملياتها في مقرها الرئيسي في الدارالبيضاء ومواقع أخرى في المغرب حيث ستواصل خدمة السوق المغربي والأفريقي الهام، على حد تعبيرها. وأقرت "سيمنس غاميسا" أن ما يصل إلى 500 أجير في المصنع سيتأثرون بقرار الإغلاق، معلنة التزامها بدعم جميع الموظفين خلال عملية الفصل الجماعي بهدف الوصول إلى اتفاق جماعي وفقا للقواعد واللوائح المحلية المعمول بها، مع توفير فرص للانتقال الداخلي ودعم الموظفين للعثور على وظائف قارة في شركات الأخرى. ونقلت الشركة عن الرئيس التنفيذي لوحدة "أونشور" لارس بوندو کروجسجارد أن هذا قرار "صعب للغاية، لأنها تستوعب تماما شدة تأثيره على العمال وكذلك المجتمع"، مضيفا "لسوء الحظ، نظرا لظروف السوق الحالية، ليس لدينا خيار سوى اتخاذ مثل هذه الإجراءات الصارمة لتحسين القدرة التنافسية وإعادة الشركة إلى مكانة أكثر استقرارا، وهذا يعنى ضمان أن بصمتنا التصنيعية تعكس واقع السوق الذي نتخذ فيه أحجاما أقل"، وتابع "سنبذل قصارى جهدنا لدعم زملائنا خلال هذه الفترة العصبية وتقليل تأثيرها عليهم". وقالت نجلاء بازغي، المديرة الإدارية ل"سيمنس غاميسا بالمغرب إن المؤسسة "ستواصل تنفيذ مشاريعها والوفاء بعهودها، وستبقى ملتزمة بشدة تجاه شركائها وزبنائها بالمغرب لدعم أهداف الحكومة الطموحة في مجال الطاقة المتجددة، والتي تعتبر نموذجا مثاليا بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأكملها". وفي أكتوبر من سنة 2017 أعلنت وزارة الصناعة عن تدشين مصنع "سينس غاميسا" في طنجة باستثمار يصل إلى 1,1 مليار درهم، وقالت حينها إنه يعتبر من بين الأكثر تنظيما وعصرنة بالعالم وسيوفر 600 منصب عمل، وسيكون جاهزا للتسليم شفرات التوربينات الريحية بإفريقيا والشرق الأوسط، المصنوعة 100 في المائة بالمغرب، قائلا إن المجموعة تعتبر واحدة من بين ثلاث أكبر شركات في مجال الطاقات الريحية بالعالم.