تتجه أنظار الرأي العام الرياضي المغربي، ومتتبعي رياضة ألعاب القوى، بصفة خاصة، إلى الجمع العام الانتخابي للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، المزمع إقامته، الاثنين المقبل، والذي سيشهد صراعا بين الرئيس الحالي عبد السلام أحيزون، الذي يرغب في الظفر بولاية جديدة، أمام منافسة قوية مع هشام الكروح، البطل العالمي والأولمبي السابق. قانونية ترشح الكروج وأحيزون لولاية جديدة طرحت عدة تساؤلات حول مدى قانونية ترشح عبد السلام أحيزون لولاية رابعة على رأس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، حيث اعتبره البعض من المنتقدين "فضيحة" رياضية بكل ما في هذه الكلمة من معنى . بالعودة إلى القانون 30/09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1/10/150 بتاريخ13 رمضان1431الموافق 24 غشت 2010، وبالاستناد إلى القانون الأساسي للجامعة الملكية لألعاب القوى المصادق عليه في الجمع العام الا ستثنائي بتاريخ 30/10/2013، فإن انتخاب رئيس المكتب المديري وأعضائه، يتم عن طريق الاقتراع باللائحة لمدة أربع سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة من طرف الجمع العام للجامعة. أصوات أخرى، تنادي بأن ترشح هشام الكروج، البطل العالمي والأولمبي السابق، يعتبر "باطلا" لوجود حالة التنافي في حالته، باعتباره موظفا في الجامعة، وذلك في محاولة منها للتأثير على الكتلة الناخبة من الأندية المنضوية تحت لواء ال FRMA، والتي سيكون لها الكلمة الفصل في اختيار الرئيس المقبل لجامعة "أم الألعاب". واقع القوى المغربية في عهد أحيزون.. منذ دجنبر 2006، يترأس عبد السلام أحيزون رئاسة أحد أهم الجامعات الرياضية المغربية، باعتبارها الأكثر نجاحا من حيث النتائج المحققة، في الحركية الأولمبية المغربية، عودة لتاريخ الأخيرة، على مر الدورات، إذ كانت "أم الألعاب" صاحبة الذهبيات الست للمغرب من مجمل ال 23 منذ "أولمبياد 1960" تربع أحيزون على رأس جامعة القوى، تزامن مع نهاية جيل ذهبي يقوده هشام الكروج، نزهة بيدوان والآخرون، حيث بدأ العرش المغربي يهوي، تدريجيا، مع مرور البطولات الدولية والأولمبية، بداية من "أولمبياد بيكين 2008"، رغم فضية وبرونزية حسناء بنحسي وجواد غريب، ثم محاولات العداء عبد العاطي إيكيدير "المنفردة" في حمل المشعل، طيلة العشر سنوات الأخيرة. وإن كانت النتائج قد أظهرت تراجع مخيف لرياضة ألعاب القوى المغربية، فإن جامعة أحيزون اختارت الدفاع عن نفسها طيلة السنوات الأخيرة، بكونها في مرحلة إعادة البناء، من خلال العصب الجهوية وأعداد الخلف، ورش محاربة المنشطات وغطاء تنظيم البطولات الكبرى، كما هو الشأن بالنسبة ل"دوري محمد السادس"، الذي أضحى ضمن "أجندة" العصبة الماسية لألعاب القوى. على غرار جامعة الملاكمة، التي بنت تقريرها الأدبي الأخير، على إنجاز البطل العالمي والأولمبي محمد ربيعي، تعيش جامعة أحيزون، في الآونة الأخيرة، تحت "رحمة" الإنجازات العالمية للعدائين سفيان البقالي ورباب عرافي، حاملي آمال ألعاب القوى المغربية، الذين تم الاستنجاد بهما، من أجل إنقاذ ماء وجه الإدارة التقنية، خلال بطولة العالم الأخيرة للعدو الريفي، حيث توج المنتخب المغربي بالميدالية الفضية في سباق "الفرق المختلطة". وإن كانت النتائج القارية والمتوسطية، لا تعكس قيمة ألعاب القوى المغربية في الساحة العالمية، كما كان في السابق، فإن التظاهرات الدولية المقبلة، من شأنها أن "تعري" عن الواقع، أقربها بطولة العالم للكبار، التي تستضيفها قطر، في الفترة الممتدة بين 27شتنبر وسادس أكتوبر المقبلين. ديموقراطية المصالح أمام طموح الكروج رغم أن المرشحين سيدخلون، غمار اقتراع "ديموقراطي"، خلال الجمع العام الانتخابي المقبل، فإن تحكم أحيزون في دواليب ما يجرى داخل أسرة ألعاب القوى المغربية، واستراتيجة الجامعة في التعامل مع الأندية العصب، في تقليد سنوي، دأبت على تنظيمه، يتجسد في توزيع المنح السنوية، عوامل بين أخرى تضع مهندس الاتصالات في موقف متقدم على منافسه هشام الكروج. ورغم أن ترشح الكروج لخبط الأوراق ودفع أحيزون أيضا إلى التقدم بترشحه، في وقت كان ينتظر الأخير أن يتم "تجديد" ولايته بطريقة سلسة، فإن أصوات الأندية الثلاثين التي يحق لها اختيار المرشح لرئاسة الFRMA، لن يصعب في استمالتها لترجيح كفة عن الأخرى، مما قد يدفع البطل العالمي السابق في الانسحاب من السباق، قبل موعد الاقتراع.