عاد التزاحم على محلات بيع الأزياء التقليدية بمدينة الناظور عكس ما كان عليه الحال خلال الفترة نفسها من شهري رمضان للسنتين الماضيتين، حيث كانت التدابير التي تم سنها في مواجهة الجائحة قد ألقت بظلالها على هذا القطاع وأدخلته في ركود غير مسبوق. ويقبل أهل مدينة الناظور، الذين يشكل اللباس التقليدي جزء من ثقافتهم، بشكل ملفت على اقتناء الأزياء التقليدية خلال العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم؛ فبارتداء الجلباب و"الجبادور" و"الكندورة" و"البلغة" و"الشربيل"، تكتمل لديهم فرحة إحياء ليلة القدر واستقبال عيد الفطر. وقال عبد السلام الصقلي، تاجر بالملابس التقليدية بمدينة الناظور أن الأيام الأخيرة من شهر رمضان تعرف ارتفاعا في وتيرة الإقبال على شراء اللباس التقليدي. وأوضح الصقلي، في تصريح أنه رغم ارتفاع الإقبال على شراء الملابس التقليدية إلا أنه ما زال لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، متضرعا إلى الله عز وجل أن يتحسن الرواج أكثر مع اقتراب عيد الفطر. أما محمد العمراني، متخصص في بيع الملابس التقليدية فعبر بدوره عن رضاه بعودة الإقبال إلى محلات بيع الملابس التقليدية بعد فترة طويلة من الكساد، مرجعا هذا التحسن إلى إقبال الزوار بعد تخفيف قيود الجائحة. وتابع العمراني، أن الإقبال على الزي التقليدي للأطفال يزداد تدريجيا مع اقتراب مناسبتي ليلة القدر وعيد الفطر. من جانبه، أفاد مهدي معلال، تاجر صانع للملابس التقليدية بأن الآباء يقبلون في العشر الأواخر من شهر رمضان على اقتناء الجلباب و"الجبدور" و"البلغة" و"الكندورة" و"جلابة الشعرة"، لهم ولأطفالهم، مبرزا أن هناك من الزبائن من يفضل شراء الثوب حسب ذوقه ويكلفه بخياطته له على مقاسه وبالشكل الذي يريده. وأضاف معلال أنه بعد شبح الركود الذي خيم على قطاع الصناعة التقليدية خلال السنتين الماضيتين بسبب تداعيات جائحة كورونا، بدأت الحركة التجارية تعود إلى سابق عهدها بالمدينة ، مشيرا إلى أن ذلك انعكس خلال هذه الأيام من شهر رمضان على رواج الألبسة التقليدية الجاهزة. يذكر أنه رغم تراجع التشبث بالزي التقليدي بصورة ملحوظة لدى فئة واسعة من شباب اليوم الذين أصبحوا يقبلون على الأزياء الحديثة، إلا أن ذلك لم يمنع الصناع التقليديين من محاولة إعادة هذا الزي إلى الواجهة؛ وذلك بتصميمات مبتكرة تمزج في آن واحد بين العراقة وصيحات الموضة العصرية.