تشهد محالات بيع الألبسة التقليدية بمختلف الأسواق المغربية نشاطا متزايدا خلال شهر رمضان، حيث يقبل المواطنون على الزي التقليدي كتعبير عن استقبالهم للشهر الكريم وفرحهم بقدومه، في حين يشكل هذا الشهر الفضيل بالنسبة للصناع التقليديين فرصة سانحة لتحسين مدخولهم المادي. بأحد محالات بيع الألبسة التقليدية بالسوق المركزي بمدينة انزكان، ينهمك أحمد في حياكة "جابدور" تقليدي، رفقة مساعديه. بالنسبة لأحمد فشهر رمضان يشهد إقبالا منقطع النظير على الزي التقليدي المغربي الأصيل، ، " يقول أحمد في تصريح ل"التجديد"، "ملي كيجي رمضان كتكون الحركة شي شوية، والناس كتقادا اللباس التقليدي ليها وليوليداتها". ويذهب زميله في العمل، محمد، نفس المنحى، حيث يؤكد أن شهر رمضان يشهد إقبالا مكثفا من قبل المواطنين على الملابس التقليدية، ": في رمضان كيكون الرواج عندنا حتى حنايا، ومكنهرناش تكون أيام الله كلها رمضان، وأعياد حتى يعم الخير وتحصل المنفعة". يمني هؤلاء الباعة النفس بمدخول مادي ينسيهم كما يقولون "الراحة"، التي اعتادوها خلال السنة، بما يسمح لهم بمواجهة أعباء الحياة وهي كثيرة، لكنهم يجمعون أن لشهر رمضان مظاهر متميزة لا تقتصر على السلوك الديني والروحاني وحسب، وإنما تمس مختلف مظاهر الحياة العامة بما في ذلك رواج الصناعة التقليدية. تتعدد موديلات الألبسة التقليدية، وتتنوع، لتلبي مختلف أذواق المواطنين، كما يؤكد محمد، الذي أشار إلى أن نوع الزي وجودته، و الموديلات الجديدة التي تغزو الأسواق، تظل المحدد الرئيسي للأثمنة. فهناك الجلابة المغربية الأصيلة، القفطان، والكندورة، والبلغة الفاسية، بالإضافة إلى العديد من الماركات الأخرى. أما أثمنتها فتتراوح من 200 إلى 600 درهم، أما النسائية من 400 إلى 700 درهم وهذا يتوقف على طبيعة الثوب والخياطة، في حين يتراوح ثمن البلغة ما بين 100 و 180 درهما بحسب نوعية الجلد المستعمل. الإقبال على الملابس التقليدية يرتفع بحسب بعض الباعة، الذين التقتهم "التجديد"، مع قرب عيد الفطر، حيث تقبل الأسر على اقتناء ملابس تقليدية لأداء صلاة العيد، وهو الإقبال الذي يستمر إلى ليلة العيد، قبل يخف الإقبال من جديد ويعود أصحاب المحالات التجارية إلى "راحتهم" المعهودة كما يسمونها.