صار الوجهة المفضلة في غياب أدنى شروط الاستقبال في نقطة العبور أثرت تداعيات إفلاس شركتي كوماريت وكوماناف بشكل كبير على عملية العبور لهذه السنة، ما خلق مشاكل لا حصر لها في استقبال المهاجرين المغاربة الذين فضل عدد مهم منهم السفر عبر ميناء مليلية، باعتباره المستفيد الأول من تراجع النشاط المرتبط بعملية العبور انطلاقا من ميناء الناظور. ووفق معطيات إحصائية، بلغ عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين دخلوا إلى التراب الوطني عبر معبر بني انصار خلال الفترة الممتدة من خامس يونيو الماضي، تاريخ انطلاق عملية «مرحبا 2012 « إلى غاية 11 يوليوز الجاري ، 57977 شخصا، و 14830 سيارة سياحية. وتوضح هذه الأرقام الارتفاع القياسي المسجل في عدد الأشخاص، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، بمعدل 61 في المائة في الخروج، و 54 في المائة في الدخول، في حين، سجل ارتفاع في عدد السيارات بمعدل 10 في المائة في الدخول، و12 في المائة في الخروج. وذكرت البيانات أن 16487 عربة دخلت عبر المركز نفسه، مقابل 7938 عربة غادرت باتجاه ميناء مليلية. ولم تواكب الوسائل والبنيات التحتية الضرورية في مركز العبور الرئيسي ببني انصار الارتفاع القياسي في عدد العربات والأشخاص الوافدين لقضاء عطلتهم بين ذويهم، كما خلف الضغط الذي شهدته نقطة العبور أجواء من الاستياء وأعباء إضافية على عناصر الأمن والجمارك. وفي هذا الصدد، وجوابا على هذه الوضعية، كشف مصدر مسؤول ل «الصباح» أن عاملين أساسين دفعا بأفراد الجالية المغربية إلى تفضيل العبور عبر ميناء مليلية، هما إفلاس البواخر المغربية، وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى خطين بحريين آخرين يربطان ميناءي ألميريا باسبانيا وسات بفرنسا بميناء بني انصار، وهما تابعين على التوالي لشركة فيري ماروك وشركة إيطالية توفر رحلة أسبوعية من والى الميناء الفرنسي. وأوضح المصدر ذاته أن إجراءات تخص التأشير على جوازات سفر المسافرين ومعالجة طلبات القبول المؤقت للسيارات تتم على متن البواخر المغربية، ما كان يوفر على أفراد الجالية عناء الانتظار الطويل، غير أن هذه العملية شهدت هذه السنة مستجدات لم تواكبها تدابير موازية على مستوى المركز الحدودي باب مليلية، وهو ما يفسر حسبه حالة عدم الرضى الذي أبداه المهاجرون على ظروف استقبالهم. وتعليقا على هذه الأرقام، أكد أن الارتفاع المسجل خلال هذه الفترة من السنة يحتم التفكير في ملاءمة فضاء استقبال المهاجرين المغاربة، والذي لا يتيح إمكانية تبسيط إجراءات العبور وضمان سرعة وانسياب حركة التنقل، موضحا أن مثل هذه الظروف تؤثر سلبا على العاملين بمعبر الحدود، وتعرقل الإجراءات التنظيمية لتسهيل عملية العبور. ووقفت «الصباح» في زيارة للمعبر الحدودي المذكور على تكدس المهاجرين في طوابير طويلة في عز أيام الصيف الحارة دون أن يتوفروا على أماكن للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة، وفي غياب مرافق حيوية، يضطر المسافرون خصوصا من كبار السن والنساء إلى استعمال دورات مياه داخل مقر إدارة الجمارك، بالإضافة إلى اصطفاف سيارات المسافرين جنبا إلى جنب مع طوابير سيارات التهريب المعيشي.وسجل أفراد الجالية استياءهم الشديد إزاء ضعف البنية التحتية المخصصة لاستقبالهم، إذ في ظل هذه الظروف يتزاحم المسافرون في حيز مكاني لا يكفي لاستقبال أكثر من مائة سيارة، في حين تصل في الرحلة الواحدة كمعدل 500 سيارة، وتتطلب عملية التأشير على جوازات المسافرين لوحدها 10 ساعات، دون احتساب إجراءات التفتيش ومعالجة طلبات الاستيراد المؤقت. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)