هناك تصورات نظرية عديدة حول الممثل في التيارات المسرحية الغربية من جهة، وفي التيارات المسرحية العربية من جهة أخرى.وهكذا، ينظر ستانسلافسكي ولي ستراسبيرج إلى الممثل على أنه كائن مندمج، عليه أن يتقمص دوره المسرحي صدقا ومعايشة. في حين، ينظر دنيس ديدرو إلى الممثل على أنه إنسان صادق وكاذب في الوقت نفسه. ويعده بريشت ممثلا مغتربا يقوم دوره على اللااندماج، والإبعاد، وتكسير الإيهام الواقعي. وإذا كان ماييرخولد يرى أن الممثل آلة بلاستيكية، وكوردون كريك يراه بمثابة دمية أو ماريونيت، وأنطونان أرطو يعتبره ممثلا طقوسيا ، فإن بيتر بروك يعتبره كائنا إنسانيا، وكروتوفسكي يعده قديسا ساميا، وجاك ليكوك يعده جسدا كوريغرافيا وبدنا رياضيا. بينما يعد حركة أو إيماءة صامتة في مسرح الميم أوالبانتوميم. وإذا انتقلنا إلى الثقافة العربية، فقد انتقل الممثل من شكله الأرسطي في مسرح الاستنبات، إلى كائن شعبي فطري مع مسرح التأسيس والتأصيل. ومن ثم، فقد ظهرت دعوات متعددة إلى تأسيس مسرح عربي أصيل مخالف للمسرح الغربي الأرسطي. فهناك دعوة توفيق الحكيم إلى الممثل المقلداتي، ودعوة يوسف إدريس إلى الممثل السامر أو الفرفور، ودعوة علي الراعي إلى الممثل المرتجل، ودعوة روجيه عساف إلى الممثل الحكواتي، ودعوة سعد الله ونوس إلى الممثل الجماعي، ودعوة مسرح الشوك إلى الممثل الكوميدي الساخر، ودعوة صلاح القصب وحبيب شبيل إلى الممثل الصورة، ودعوة عبد الكريم برشيد إلى الممثل الاحتفالي، ودعوة الاحتفالية الجديدة إلى الممثل العامل، ودعوة المسرح الإسلامي إلى الممثل الملتزم، ودعوة المسرح الثالث إلى الممثل الروح، ودعوة مسرح النقد والشهادة إلى الممثل الرمز، ودعوة مسرح المرحلة إلى ممثل الحقبة، ودعوة نوال بنبراهيم إلى الممثل الافتراضي، ودعوة عبد الحق الزروالي إلى الممثل الشامل، ودعوة النظرية المهنية إلى المسرح المحترف، ودعوة النظرية الاستدراكية إلى الممثل الإنسان أو الممثل الاستدراكي، ودعوة عبد القادر علولة إلى الممثل القوال، ودعوة عبد القادر عبابو إلى الممثل الجدلي، ودعوة عزالدين المدني إلى الممثل التراثي، ودعوة الفاضل الجزيري إلى الممثل الفرجوي، ودعوة توفيق الجبالي إلى الممثل الفداوي… ونحن بدورنا، ندعو- في الأخير- إلى ممثل سيميائي ومسرح علاماتي، حيث يعتمد الممثل السيميائي على الدال اللغوي، والدال البصري، والدال الحركي، ويحول جميع العناصر الأخرى التي توجد فوق الركح أو بجواره إلى علامات سيميائية دالة، تستوجب من الراصد الفهم والتفكيك والتركيب.