فرّط المنتخب المغربي الأولمبي في تقدمه على حساب المنتخب الهندوراسي بهدف نظيف ليتعادل معه بنتيجة 2-2 ضمن منافسات المجموعة الرابعة في منافسات كرة القدم ضمن دورة الألعاب الأولمبية في لندن. وحصد كلا الفريقين نقطة وحيدة في انتظار نتيجة المباراة التي تجمع المنتخب الأسباني بنظيره الياباني لتتشكل معالم ترتيب المجموعة عقب الجولة الأولى. تقدم المنتخب المغربي أولا في الدقيقة 39 عن طريق اللاعب عبد العزيز براده، قبل أن يحرز بنجستون لاعب هندوراس هدفين في 10 دقائق (56 و 65)، فيما تعادل زكريا لبيض للمغرب في الدقيقة 67. وشهدت المباراة طرد اللاعب المغربي زكريا بردكيش في الدقيقة 72. من جهته، أكد المهاجم زكريا لبيض انه كان يفضل الفوز أكثر من هزه لشباك هندوراس. وقال لبيض الذي سجل الهدف الثاني لاسود الأطلس مدركا التعادل 2-2: “كنت أتمنى أن نفوز بالمباراة أكثر من هزي للشباك الهندوراسية”، مضيفا “بيد أن الأمر كان صعبا لأننا لعبنا الدقائق العشرين الأخيرة بعشرة لاعبين” في إشارة إلى طرد المدافع زكريا برجديش في الدقيقة 72. وتابع لبيض المنتقل حديثا من أيندهوفن الهولندي إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي: “كانت مهمتنا صعبة في الدقائق الأخيرة، تراجعنا إلى الدفاع واعتمدنا على الهجمات المرتدة”. وأعرب لبيض عن سعادته بادراك التعادل، وقال “شاهدت حارس المرمى متقدما شيئا ما وحاولت لعب الكرة من فوقه ونجحت”. ظهرت النزعة الهجومية المتوازنة لدى أسود أطلس من التشكيلة الأساسية التي اختارها المدير الفني بيم فيربيك حيث دفع بالرباعي ياسين جبور وعبد الحميد الكوثري وزكريا بركديش ومحمد أبرهون في خط الدفاع، ثم عزز خط الوسط بالثلاثي حسين خرجة (قائد الفريق)، وإدريس فتوحي وعبد العزيز براده، فيما أشرك الثنائي زكريا لبيض وسفيان بيداوي ليدعم المهاجم الصريح نور الدين مرابط ليخوض المغرب اللقاء بطريقة 4-3-2-1. في المقابل، اختار لويس فرناندو سواريز المدير الفني لمنتخب هندوراس اللعب بطريقة 4-2-3-1 واكتفى بلاعبين في مركز الارتكاز ووسط الملعب بدلا من ثلاثة، ودفع بمهاجمه الخطير جيري بنجستون في مركز رأس الحربة، مدعوما بالثلاثي مارتينيز واسبينوزا ولوبيز. بدأ الفريقان المباراة بحذر، وحاول كل منهما تأمين مناطقه الدفاعية ووسط ملعبه والهجوم بحساب خشية تلقي هدف مبكر يحبط من معنويات اللاعبين الشباب. وبمرور الوقت، باد المنتخب المغربي في تهديد مرمى الهندوراس معتمدا في ذلك على تحركات الثنائي الخطير زكريا لبيض وحسين خرجا اللذان أمدا نور الدين مرابط بالعديد من الكرات الخطيرة لكنه لم يوفق في استغلالها. وبالرغم من تراجعه الحذر، إلا أن الفريق الهندوراسي لم يكن سهلا، وهدد مرمى الحارس المغربي محمد أمسيف في العديد من المناسبات أبرزها تسديدة من ركلة حرة مباشرة على حدود المنطقة نفذّها اللاعب ماريو مارتينيز مرت بجوار القائم الأيسر لحارس الأسود بسنتيمترات. وأبى رفاق حسين خرجة أن ينتهي الشوط الأول قبل أن ينجحوا في هز الشباك الهندوراسية، وكان لهم ما أرادو بعدما مرر لاعب الوسط المهاجم المتألق زكريا لبيض كرة متقنة إلى عبد العزيز برادة الذي سدد في المرمى لتسكن الكرة أسفل يسار المرمى قبل ستة دقائق من نهاية الشوط الأول الذي حسمه أسود أطلس بهدف دون رد. شهد الشوط الثاني أداء أفضل من الفريقين، وبدأ المنتخب المغربي مهاجما، واعتمدت الهندوراس على الهجمات المرتدة. وأهدر نور الدين مرابط فرصة أخرى لمضاعفة النتيجة للمنتخب المغربي وإحباط المنافسين عندما فشل في استغلال عرضية البيداوي الخطيرة. وعاقب منتخب هندوراس منافسه المغربي على إهدار تلك الفرص، ونجح في إحراز هدف التعادل في الدقيقة 56 بتسديدة من خارج منطقة الجزاء تغير اتجاهها – بلمسة من الخطير جيري بنجستون – قبل أن تصل إلى الحارس لتسكن الشباك العربية ولتصبح النتيجة 1-1. تفاجأ لاعبو أسود الأطلس بالهدف الذي جاء عكس سير المباراة، وحاولوا الاندفاع إلى الهجوم لاستعادة المقدمة من جديد، فيما قام المدير الفني لمنتخب هندوراس بإشراك اللاعب هيرنانديز بدلا من لوبيز لتعزيز هجومه أملا وطمعا في نقاط المباراة الثلاث. جاء الاندفاع الهجومي للمغربيين على حساب التركيز في الدفاع، واحتسب الحكم ركلة جزاء “مشكوك في صحتها” لصالح منتخب الهندوراس في الدقيقة 65 بداعي دفع أحد مدافعي المغرب للاعب بنجستون ليسدد الأخير الركلة ويحرز الهدف الثاني له ولفريقه، ولتنجح الهندوراس في تحويل تأخرها بهدف إلى تقدم بنتيجة 2-1 في خلال عشر دقائق فقط! أصبح لاعبو المنتخب المغربي في موقف لا يحسدون عليه بعدما تبادلوا المواقف مع الفريق المنافس، غير أنهم لم يستسلموا، وشنوا هجمات منظمة على مرمى الحارس الهندوراسي خوسي ميندوزا. ولم تكد تمر دقيقتين حتى نجح أفضل لاعب في صفوف المغرب “زكريا لبيض” في إحراز التعادل بعدما تبادل التمرير مع أحد زملائه وسدد كرة من على بعد 18 ياردة مرت “فوق” الحارس الهندوراسي ليصحح أسود الأطلس أوضاعهم في الدقيقة 67. لكن فرحة المنتخب المغربي بالتعادل لم تدم طويلا بعدما أشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء في قرار “مجحف” بعض الشيء في وجه اللاعب زكريا بركديش بداعي أن الأخير تعدى على اللاعب ماريو مارتينز، ليكمل المغرب المباراة بعشرة لاعبين فقط منذ الدقيقة 72. حاول كل فريق إحراز هدف قاتل في الربع ساعة الأخيرة من المباراة، وأشرك المدير الفني للأسود اللاعب نصير بدلا من بيداوي أملا منه في تأمين وسط الملعب في الدقيقة 75، فيما رد عليه نظيره في هندوراس بإخراج صاحب الهدفين بنجستون وإشراك لوزانو بدلا منه في محاولة لاستغلال النقص العددي المغربي. ولم تشهد المباراة جديدا في الدقائق العشر الأخيرة لتنتهي بالتعادل 2-2. أهداف المباراة