باتت مدينة الناظور عنوانا لارتفاع الأسعار في كل شيء، وهو ما لم يعد معه المواطن البسيط قادرا على شراء حاجياته، حيث يكتفي بالقليل منها. وإذا كانت الساكنة تتفهم ارتفاع أسعار بعض المواد والخدمات فإنها لا تتفهم الارتفاع في مواد أخرى، كونها تُنتج داخل الناظور أو بمحيطها وتكلفتها لا تستدعي كل الارتفاعات التي تصلها. وفي هذا الصدد، نتحدث اليوم عن الخضر والفواكه التي تشهد ارتفاعا كبيرا بالناظور مقارنة بمدن الجوار، والسبب هو كثرة الوسطاء وجشع الكثير منهم. نود من خلال هذا المقال أن نسلط الضوء عن المراحل التي تمر منها الخضر والفواكه قبل أن تصل الناظور وتحديدا إلى المستهلك. أول مرحلة في هذه السلسلة المعقدة هي الإنتاج داخل الحقول، ثم يعقبها شراء التجار للمنتوج والذين يقومون بتجميعه من عند الفلاحين، ويكون في الغالب بأثمنة بسيطة، ليتدخل السماسرة، وهنا يبدأ الرفع في السعر. عقب ذلك يتدخل تجار الجملة، وهنا ارتفاع آخر في السعر، ثم يتدخل بعدها تجار نصف الجملة، ونحن إذن أمام ارتفاع جديد في السعر. وتلي العمليات المذكورة عملية التخزين البارد، والتي تفرض بشكل أوتوماتيكي السعر، وفي بعض الأحيان تتدخل المؤسسات التعاونية، ليصل في النهاية إلى تجار التقسيط الذين يضعون هامشا للربح طبعا. تدخل الوسطاء بهذا الشكل يقع ضحيته طرفان طبعا؛ هما الفلاح الذي الصغير يبذل الغالي والنفيس من أجل الإنتاج وفي الأخير يبيع منتوجه بأسعار متدنية قد لا تكفيه لتغطية مصاريفه، والضحية الثانية هو المستهلك الذي يقتني منتوجا تدخلت فيه عدة أيادي ليصله بسعر لا يقدر عليه.