المهاجرون السريون حاولوا اقتحام السياج الحدودي بالقوة ورشقوا القوات العمومية بالحجارة قتل جندي مكلف بالحراسة أول أمس (الثلاثاء)، اثر هجوم عنيف شنه مهاجرون أفارقة على السياج الحدودي بين فرخانة ومليلية. وأوضح مصدر امني ل”الصباح” أن حوالي 200 مهاجر سري من دول جنوب الصحراء هاجموا السياج في حدود الرابعة صباحا و15 دقيقة قرب المركز رقم 55، في محاولة للتسلل الجماعي إلى داخل مليلية باستعمال القوة. وأضاف المصدر، أن الجندي الهالك يشتبه أن يكون قضى نحبه متأثرا بالاعتداء الذي تعرض له بعدما حاول صد المهاجمين عن اقتحام السياج، ورجح المصدر ذاته أن تكون الوفاة ناتجة عن قوة الضربة التي تلقاها بواسطة حجارة كبيرة على مستوى قفصه الصدري.وذكرت مصادر “الصباح” أن الهالك المدعو قيد حياته “ح.ب” ويتحدر من إقليمقلعة السراغنة، أصيب بكسور في قفصه الصدري مما عجل بوفاته بعد نقله إلى المستشفى الحسني بالناظور، كما فتح في أعقاب الحادث تحقيق من قبل الدرك الملكي. وأشارت إلى أن القوات العمومية تصدت باستماتة لمنع المهاجرين السريين من اقتحام السياج الحدودي، ورد بعض المهاجمين برشق المكلفين بالحراسة بالحجارة، مضيفة أن عناصر من الدرك الملكي باشرت في أعقاب ذلك حملة تمشيطية أسفرت عن اعتقال 27 مهاجرا إفريقيا في الضواحي القريبة من موقع الهجوم. من جانب آخر، خلف الحادث حالة استنفار، واستدعي مسؤولون أمنيون لعقد اجتماع عاجل بمقر عمالة الناظور لتدارس ملابسات هذا الهجوم والتدابير اللازمة لمواجهة تدفق المهاجرين الأفارقة على الإقليم في ظل تكرار محاولات اختراقهم للسياج الحدودي في المدة الأخيرة. وكانت عناصر القوات المكلفة بالحراسة تصدت أواخر الشهر الماضي لمحاولة مماثلة لاقتحام الأسلاك الشائكة في منطقة باريو تشينو، نفذها ما بين 300 و 400 فرد من المهاجرين الأفارقة. وخلال الهجوم نفسه، لجأ بعض المهاجرين إلى استعمال القوة، قبل أن يلوذ أغلبهم بالفرار، بعد إحباط محاولتهم الجماعية في الوصول إلى مليلية. وفي السياق ذاته، قدرت مصادر إسبانية أن ما لا يقل عن ألفي مهاجر إفريقي يعيشون في «مستوطنات» متفرقة في مناطق تقع في الضواحي القريبة من إقليمالناظور على استعداد لاقتحام السياج الذي يتجاوز ارتفاعه ستة أمتار، أو البحث عن أي طريقة أخرى للتسلل إلى داخل مليلية. وفي المنحى نفسه، يقر المسؤولون الاسبان بان المغرب أضحى بحاجة إلى شراكة عادلة وخالية من الغموض بالنظر للمجهودات الكبيرة التي يبذلها لمنع تدفق المهاجرين الأفارقة نحو مليلية، وهو ما يتطلب بحسبهم توفره على المزيد من التعزيزات والإمكانيات للقيام بهذه المهمة بالتعاون مع السلطات الإسبانية، ما يعني لعب الجار الجنوبي دور دركي أوربا، في غياب أي خطة مشتركة لإدماج الجزائر في هذه المنظومة باعتبارها المنفذ الرئيسي للمهاجرين الأفارقة نحو التراب المغربي. عبد الحكيم اسباعي / الصباح العنوان من إقتراح موقع أريفينو