بعد أيام من طي ألمانيا للخلاف مع المغرب بإعلانها عن الإشادة بمقترح الحكم الذاتي، الذي يقدمه المغرب كحل واقعي للنزاع المفتعل في الصحراء بصفته "مساهمة مهمة" في تسوية النزاع، خرجت إسبانيا بتصريحات جديدة حول نزاع الصحراء، وسط حديث وسائل إعلام مقربة من سلطات مدريد، عن مفاجأة حكومة بيدرو سانشيز بالموقف الألماني الجديد، واحساسها ب"العزلة" لتخلفها عن الدعم الاقليمي للمقترح المغربي. وخصص خوسية مانويل ألباريس، وزير الخارية الإسباني، جزء مهما من حوار حديث له مع صحيفة "إلدياريو" للحديث عن النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية. وتحدث ألباريس لأول مرة بتفصيل عن اللقاء، الذي كان قد جمعه قبل مدة قصيرة بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، وقال " نقلت إلى ستيفان دي ميستورا دعم إسبانيا الكامل لإنهاء الصراع، الذي استمر لفترة طويلة، والذي يجب إيجاد حل له". وأكد ألباريس أنه هو من عرض شخصيا على دي ميستورا إمكانية استخدام طائرة تابعة للقوات الجوية الإسبانية في أول جولة له في المنطقة، وهي بالفعل الطائرة، التي ظهر دي ميستورا على متنها عند وصوله إلى المغرب، يوم الأربعاء، واستقلها كذلك لزيارة مخيمات تندوف، التي وصل إليها، صباح أمس السبت. وعن الخيارات، التي ستدعمها إسبانيا لحل النزاع المفتعل، يقول ألباريس أن بلاده "ستظل دائمًا مع إيجاد حل من بين الخيارات المختلفة، التي أقرتها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حل سياسي مقبول من قبل الطرفين". وعن قبول إسبانيا استفتاء تقرير المصير، الذي تطالب به "البوليساريو" ويراه المغرب متجاوزا، لم يعبر ألباريس عن دعم هذا الطرح، فيما تحدث عن وجود "مقترحات ذات مصداقية"، لم يسمها. وكانت صحيفة "إلكونفيدنثيال" الإسبانية، قد قالت إن حكومة بيدرو سانشيز فوجئت بالتغير الطاريء في موقف ألمانيا، التي كانت تعادي الوحدة الترابية للمملكة الشريفة. ووفق المصدر نفسه، فإن المستجد الألماني وضع إسبانيا في موقف لا تحسد عليه، وهي التي لا تزال على خلاف مع المغرب، ولم تبد بشكل ملموس حسن نواياها إزاء المغرب. وفيما لا تزال الخلافات قائمة بين المغرب، وإسبانيا، التي تتخذ موقفا ملتبسا إزاء الوحدة الترابية للمغرب، فإن حكومتها تحس، حاليا، بحرج شديد، وهي تعاين اعتدال ألمانيا في موقفها مباشرة بعد انتخاب مستشار جديد خلفا لآنجيلا ميركل.