قبل بضع أعوام لم يكن يتجاوز عدد المشردين بقرية أركمان أصبع اليد الواحدة ، يعرفهم الجميع لقلتهم ويحضون بعطف ثلة من المحسنين الذين يمدونهم بكل مايحتاجون له وهم غالبا غرباء من المدن الأخرى ، اليوم الاستثناء يكاد يصبح ظاهرة بكل المقاييس نظرا لتزايد أعداد هذه الفئة التي لفظها مجتمع يتجه شيئا فشيئا نحو الفردانية في ظل اتساع دائرة الفقر والهشاشة وسياسة إغناء الغني.. لايمكن لبعض المشاهد المؤلمة والمأسوية إلا ان تثير انتباه المارة من المواطنين ،العابرين للشوارع والطرقات والأزقة دون ان تحرك مشاعرهم وأحاسيسهم خاصة حينما تقع نظراتهم على ذلك المشرد الملقى على الرصيف تحت سقيفة مؤسسة أو مسجد،أو ذالك المختل الملفوف في أوراق من الكارتون ،أو ذلك الذي يقتات من النفايات.. وللإشارة فقد أكد مواطنون أنه تمت مشاهدة أحد المختلين عقليا والمدعو عمّو أو مولاي احمد وهو ينام داخل محول وخزان للكهرباء متواجد بتعاونية الفتح بحي بوسيطو حيث باب ذاك الخزان الكهربائي مفتوحة منذ مدة وعلى مدار الساعة فلا قدر الله إن لم يبادر المعنيون إلى ترميمه وإغلاقه سنسمع يوما أن طفلا أو مشردا قد كان ضحية داخله.. وعلى العموم فالمكتب الوطني للكهرباء بإقليم الناظور مطالب بالتدخل العاجل لإغلاق الباب الذي يشكل خطرا حقيقيا على الأرواح كما أنه لا يمكن للمرء إلا ان يتأسف على هذه الأوضاع المؤلمة التي تلازم هذه الفئة من أبناء مجتمعنا ،لكن الأشد إيلاما هو لا مبالاة هذا المجتمع بهؤلاء المقصيين من كل شئ ،وغياب المبادرة من المسؤولين ،للتحرك لإنقاذهم والاخد بأيديهم ، فأين هي مؤسسات اجتماعية لإيوائهم والاهتمام بهم وتتبع معيشتهم وأين الجمعيات أم أنهم فقط يحبون التقاط الصور والظهور على شاشة التلفاز بتصريحات لا تمت للواقع والحقيقة بِصِلة؟ مواضيع ذات علاقة: http://www.arrifinu.net/?p=32090 http://www.arrifinu.net/?p=80959 http://www.arrifinu.net/?p=81702