لا لإعدام متحف البستان بآيث شيشار... مرة أخرى تقف معاول الهدم والردم على أبواب تراث ثقافي وحضاري يحفظ ذاكرة جزء من منطقة الريف... مرة أخرى يضيق الصدر... ويوسع الكرْرش... وتطفو المصلحة الضيقة... مرة أخرى يتم التنكر لملامح هويتنا... لذاكرتنا... مرة أخرى تجتمع أياد الدمار... من أجل ضرب مجهود 40 سنة من الكد والعمل والاجتهاد في الجمع والبحث والتنقيب عن المعدات والأدوات والأزياء والأغاني و و و من أجل رتق ذاكرة تندثر في صمت... لا... لا يمكن أن يستمر هذا الإتلاف الكنابالي لذاكرتنا المادية... لا ... لا يمكن أن تظل السلطة في حياد وأياد العبث تتأهب لتعبث بمتحف أثري ذو قيمة كبيرة في حفظ الذاكرة الجامعية للمنطقة... لابد من إيجاد حل لهذا المحو العنجهي لمجهود فردي لإنسان كدّ وجدّ لصيانة ذاكرتنا ضد التمزيق والضياع... لذلك... أصبح واجبا على جمعيات المجتمع المدني أن تكثف جهودها من أجل التدخل لدى المصالح المعنية للبحث عن سبل توقيف هذا التهديد بتدمير ذاكرتنا... مع إيجاد السبل الكفيلة لتطوير هذا المتحف (متحف البستان) وصيانته ورقمنته حتى يساير التطور الحاصل في المجال التكنولوجي لضمان التسويق السياحي لذلك الفضاء الخازن لمختلف الأدوات والمعدات والملابس التي شكلت ملامح حياة أجدادنا... وذاكرتنا... كل التضامن مع ثاومات عبد السلام... الرجل العصامي والمجتهد... والحافظ لجزء مهم من ذاكرتنا المادية الجماعية...