نعود بكم إلى أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، من خلال هذا المقال، الذي يتحدث عن التاريخ الاستعماري لإسبانيا بالمنطقة، وما خلفه وراءه من إرث على كافة المستويات. مقال اليوم يتحدث عن زوجان إسبانيان ينحدران من مورسية، قدما خلال الفترة الكولونيالية للعيش بمدينة الناظور، وكان رحيلهما بعد جلاء الاستعمار بارزا من خلال ما اقترفاه من جرائم مالية في حق ساكنة الناظور. باربوسا وميرندا وهما اللذان يظهران في الصورة، كانا يشتغلا في صفوف الجيش الإسباني بالناظور، فالرجل اشتغل عقيدا، والمرأة مساعدة اجتماعية. عاش الزوجان بشكل عادي بين الناظوريين، لكن أواسط الخمسينات، وبعد أن شرع الاستعمار في حزم حقائبه، تفتقت عبقرية الزوجان فنسجا خطة محكمة لجني أكبر قدر من المال. استخرج الزوجان مجموعة من الوثائق الإدارية المزورة والتي تفيد بأنهما يملكان مجموعة من الأراضي والعقارات وسط الناظور، مستغلين فترة الفراغ التي كانت تعرفها المنطقة، حيث أن المستعمر كان بصدد المغادرة بينما يسعى المغاربة لتثبيت سيطرتهم على أرضهم. استغل باربوسا وميرندا أمية الكثير من المواطنين الناظوريين، فباعا لهم وعاءات عقارية وبنايات مزيفة لم يكونا يملكانها، بل منها من لم يكن موجودا أصلا. ولم تظهر الأزمة التي خلفها الزوجان إلا خلال سنوات الستينيات، حين أدرك العديدون أنهم يملكون أرضا أو سكنا هو في الأصل ملك لشخص آخر، لتبرز خلافات خلصت إلى أن كل من يملك عقارات بوثائق ميرندا وباربوسا تعتبر لاغية. وقُدرت الأرض التي باعها الزوجان بشكل مزيف ب11 هكتارا، بالإضافة إلى 7 بنايات، بينما في الواقع لم يكن باربوسا وزوجته يملكان شبرا في الناظور.