قال مولاي هشام عفيف، عضو اللجنة العلمية لمحاربة فيروس كورونا المستجد: "لا يمكننا اليوم الحديث عن الجرعة الرابعة أو الخامسة دون اكتشاف ما ستبرزه الدراسات في هذا الباب عقب إتمام الجرعة الثالثة"، موردا أنه "لا أحد يعرف ما سيقع بعد ستة أشهر أو سنة من الآن"، وبالتالي "لا يمكننا الحديث عن صيغة التلقيح ضد كوفيد-19 في المستقبل". وتحدث عفيف عن "معطى لم يحدده العالم بأسره، وهو الذاكرة المناعية"، مذكرا بأن اللقاح ضد "كوفيد-19" ليس هو اللقاح الوحيد الذي يؤخذ على ثلاث جرعات، ضاربا المثال بلقاحات للأطفال تعطى ثلاث وأربع مرات، مشددا على أن "الهدف هو الحصول على نسبة كافية (من الأجسام المضادة) لعدم حدوث المرض"، مبرزا أن "كوفيد-19 مرض جديد العالم بأسره يبحث عن طريقة للتعامل معه". أما عن عدد الأشخاص الواجب تلقيحهم لتحقيق المناعة الجماعية، أكد عفيف أن الرقم يتغير تبعا لسرعة انتشار الفيروس وظهور متحورات جديدة له، وقال: "سابقا كان الحديث عن تلقيح حوالي 60 أو 70 بالمائة من الساكنة. أما اليوم، وعقب ظهور متحور دلتا، فقد بات الرهان على تطعيم أكبر عدد من الناس، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة والمتقدمين في السن". وشدد على أن "المهم اليوم هو الجرعة الثالثة؛ إذ أثبتت الدراسات أنه عقب خمسة أشهر من الجرعة الثانية تقل المناعة، وبالتالي يجب تدعيمها"، مشيرا إلى أن اللقاح يحمي 12 مرة أكثر من الموت، و90 بالمائة من الملقحين لا تكون حالاتهم خطيرة عند الإصابة. وشدد عفيف على أن الهدف الرئيسي من التلقيح هو تجنب الحالات الحرجة والخطرة، وبالتالي تجنب الوفيات، مؤكدا أنه "كلما ارتفعت نسبة التلقيح انخفض عدد الوفيات"، والهدف الثاني هو خفض عدد الإصابات، ذلك أن الشخص الملقح يقل احتمال إصابته ب50 في المائة. وكشف عضو اللجنة العلمية أنه خلال الموجة الأولى، التي دامت 224 يوما، تم تسجيل 446418 حالة نتج عنها وفاة 8350 شخصا، وخلال الموجة الثانية، التي عرفت انتشار المتحور "دلتا" ودامت 133 يوما، تم تسجيل 419494 حالة ووفاة 5430 شخصا، مضيفا أنه "بنسبة لقاح لم تتجاوز 30 في المائة، تم تجنب 3000 حالة وفاة".