معطيات صادمة تلك التي كشف عنها سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، مؤكدا أنه إذا ما تدهورت الأوضاع يمكن العودة إلى تشديد الإجراءات الرقابية وحتى الوصول إلى الحجر الشامل. عفيف تحدث عن ضعف الإقبال على مراكز التلقيح، مؤكدا أنه إلى حد الساعة فقط 27 في المائة ممن هم فوق 65 سنة توجهوا لتلقي الجرعة الثالثة؛ فيما حوالي 4.5 ملايين مواطن لم يتلقحوا إلى حد الساعة، وهو ما يمثل خطرا كبيرا. وقال عفيف: "نناشد الوطن خلال الوقت الحالي وبما أن الوضعية مستقرة بالتوجه لتلقي التلقيح اللازم لحمايتهم"، متابعا: "ما يقع في أوروبا من تدهور سيصلنا عاجلا أم آجلا هي فقط مسألة وقت". وأكد عضو اللجنة العلمية للتلقيح أن المملكة تتوفر على 5500 سرير للعناية المركزة، إذا ما انطلقت موجة جديدة ووصل فقط 5000 شخص للعناية المركزة يمكن العودة إلى حالة الحجر الشامل. وتابع قائلا: "لا نريد العودة للتشديد.. نريد العيش بشكل عادي، نحترم الحرية؛ لكن حتى للصحة أهميتها"، متابعا: "لا نريد أن تنطلق موجة جديدة في ظل الأوضاع الحالية". وعلى الرغم من استقرار الوضعية الوبائية خلال الأيام الحالية، فإن التخوفات من موجة جديدة لا تزال قائمة، خاصة في ظل الوضعية الدولية الحالية وظهور متحور جديد ناهيك عن تغير الطقس. وفي ظل الوضع الوبائي المقلق في عدد من الدول الأوروبية التي تشهد طفرات جديدة من فيروس كورونا المستجد، شدد المغرب الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية بمجموعة من المطارات والمحطات الدولية البحرية؛ وذلك لتفادي تسجيل انتكاسة صحية جديدة. وتشدد اللجنة العلمية على أهمية الجرعة الثالثة في وقت أثبتت الدراسات أنه عقب خمسة أشهر من الجرعة الثانية تقل المناعة، وبالتالي يجب تدعيمها، مشيرة إلى أن اللقاح يحمي 12 مرة أكثر من الموت، و90 في المائة من الملقحين لا تكون حالاتهم خطيرة عند الإصابة. وسبق أن كشف عضو اللجنة العلمية أنه خلال الموجة الأولى، التي دامت 224 يوما، تم تسجيل 446418 حالة نتج عنها وفاة 8350 شخصا. وخلال الموجة الثانية، التي عرفت انتشار المتحور "دلتا" ودامت 133 يوما، تم تسجيل 419494 حالة ووفاة 5430 شخصا، مضيفا أنه "بنسبة لقاح لم تتجاوز 30 في المائة، تم تجنب 3000 حالة وفاة".