لا يزال المئات من شباب وشابات منطقة سيدي سليمان يندبون حظهم، بعدما وقعوا ضحايا واحدة من أكبر عمليات النصب في المنطقة، على يد مهاجر مغربي، وأحد "سماسرة" التهجير وعقود العمل الوهمية. ماهي القصة؟ مصدر محلي مطلع، إن القضية بدأت بانتشار خبرر بين أسر مدينة سيدي سليمان بوجود "فرص" عمل مهمة ومضمونة في عدد من الدول الأوروبية، خاصة كندا، ينظمها أحد الأشخاص المعروفين في مدينة سيدي سليمان، وهو مهاجر يقطن في الديار الهولندية ويملك مقهى وعمارة في مدينة سيدي سليمان ، ومعروف أيضا بتهجير "الحراكة" إلى الضفة الأخرى. الخبر، انتشر كالنار في الهشيم، يضيف مصدرنا، بين شباب المدينة العاطل عن العمل، والمتعطش لحياة كريمة، والحماس سيزداد عندما سيتناهى إلى مسامع الأهالي أن 3 إلى 4 عقود عمل تم بالفعل توقيعها، والتحق أصحابها بالديار الأوربية لمباشرة أعمالهم.
حيلة تساوي الملايير متحدثنا، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قال إن حيلة المهاجر، ابن المدينة، انطلت على عدد مهم من أبناء سيدي سليمان والمناطق المجاورة لها، قدر عددهم بين 300 إلى 400 شخص، حيث سلم كل واحد منهم مبالغ مالية متفاوتة، تتراوح بين 10 إلى 15 مليون سنتيم، للمهاجر المحتال، مقابل تسليمهم عقود عمل في دول أوروبية، سيكتشفون لاحقا أنها عقود وهمية. وحتى يبلع الضحايا الطعم، يردف مخاطبنا، كان "السمسار" يكتفي بأخذ ثلثي المبلغ من بعضهم، على أساس تسليم الثلث المتبقي قبيل الإقلاع نحو الفردوس المفقود.وكشف المصدر ذاته، أن المبالغ التي حصّلها السمسار المتواري عن الأنظار تقارب ملياري سنتيم.
شبكة سمسرة ومطالب بالتحقيق
وأفاد الفاعل الجمعوي الذي تحدث إلينا بأن المهاجر الذي فر إلى وجهة مجهولة بالمليارين، مجرد "وسيط" ضمن شبكة سمسرة توجد في محور سيدي سليمانالقنيطرة، معروفون بتنظيم عمليات الهجرة نحو الخارج، بينما يجري الحديث عن كون متزعم الشبكة شخصية نافذة.وإثر اختفاء "السمسار" عن الأنظار، تجمهر نحو 200 شاب من ضحايا المهاجر، ليلة الجمعة الماضية، أمام المقهى التي يملكها للمشتبه فيه أملا في استرجاع أموالهم. مصدرنا المحلي أكد ل"كيفاش" أن هؤلاء نظموا اعتصاما أمام مقهى المهاجر بعدما اكتشفوا أنه باعهم الوهم. فمنهم من توجه نحو الدارالبيضاء للاستفسار عن رحلتهم التي كانت مقررة السبت الماضي، لتفاجأهم وكالة الأسفار بأن أسمائهم غير واردة ضمن اللاوائح. عمليات نصب سابقة وتعد هذه ثالث عملية نصب واحتيال تشهدها مدينة سيدي سليمان.ففي سنة 2008، أوهمت سيدة رفقة مساعديها العشرات من شباب المدينة بالعمل في دولة الإمارات، ونصبت عليهم في ملايين السنتيمات واختفت عن الأنظار. وبعد سنوات على هذه العملية، سيقع شبان من المدينة ذاتها، مرة أخرى، ضحية لعملية نصب واسعة، عندما تلقوا وعودا كاذبة بتهجيرهم نحو عدة وجهات أوروبية.