عملية نصب واحتيال متكاملة الأركان تعرضت لها أسر في مدينة الدارالبيضاء، خلال الشهور الأخيرة، على يد شبكة من أشخاص عدة يتزعمها مغربي مقيم في إيطاليا، أوهمت ضحاياها بتهجيرهم إلى الديار الإيطالية مقابل عمولة، قبل أن يستفيقوا على وقع الصدمة بعد أن تبين لهم أنهم وقعوا ضحية عمليّة نصْب مُحكمة كلّفتهم الملايين. رشيدة واحدة مِن الضحايا، بدأت حكايتُها حين جاءت عندها سيدة وأخبرتها بأن هناك شخصا مقيما في إيطاليا يهجّر الشباب المغاربة إلى هناك، فراقت الفكرة لرشيدة التي كانت تبحث عن فرصة لتمكين أحد أبنائها من الهجرة إلى أوروبا، وعلى الفور باشرت الاتصال مع الشخص الذي علّقت عليه الآمال لتهجير ابنها إلى "الفردوس الأوروبي". تروي المتحدثة لهسبريس أنها اتفقت مع متزعم شبكة النصب المقيم بإيطاليا على أن تسلّمه مبلغ خمسة ملايين ونصف مليون سنتيم، مقابل تهجير ابنها إلى إيطاليا، فأعطته مقدّما أربعة ملايين سنتيم، وظلّت تنتظر لمدة سبعة أشهر كاملة، ظل خلالها يخبرها، في كل مرة، بأنه يجهز الوثائق التي يحتاج إليها ابنها ليحصل على عقد عمل في إيطاليا. وبعد مضي أربعة أشهر من الانتظار، أخبر متزعم شبكة النصب رشيدة بأنّ عقد عمل ابنها جاهز، وأن عليها أن تدفع له مبلغ 7500 درهم إضافية لاستكمال الوثائق، فسلّمت المبلغ بمدينة الدارالبيضاء لشخص أوفده متزعم الشبكة، لكن هذا الأخير لم يكتف ب 7500 درهم فقط، بل طالب رشيدة بمبلغ إضافي بقيمة 25 ألف درهم. وحين احتجّت رشيد، وأخبرت المبعوث بأن الشخص الذي كانت تعوّل عليه لتهجير ابنها إلى إيطاليا، لم يطلب منها هذا المبلغ، بدأت تتكشف خيوط عملية النصب، حيث ردّ عليها بأنّ أمر تهجير ابنها إلى إيطاليا بيده هو، وليس بيد الشخص الذي أوفده المقيم في الديار الإيطالية، لكن رشيدة رفضت أن تسلّمه المبلغ المطلوب. بعد ذلك، توجهت رشيدة إلى بيت عائلة متزعم الشبكة في الحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء، تشكو إليها ما فعله بها ابنها، لكن العائلة لم تُعر لها اهتماما، وحين اتصلت بمتزعم الشبكة، "قال لي جْري طوالك، ما عندك ما تصوري مني"، تقول رشيدة، مضيفة أنه منذ ذلك الوقت لم يعد يرد على اتصالاتها الهاتفية، بعد أن نصب عليها في أربعة ملايين. لم تتوجه رشيدة إلى المحكمة ولا إلى الشرطة؛ "حيتْ عارفة بلي الجواب اللي كيتسناها هو أن القانون لا يحمي المغفلين، وتدرك أن تلك الملايين لن تعود إليها، لكنها تريد أن تكون عبرة حتى لا يسقط آخرون في الفخ الذي وقعت فيه"، يقول أحد أقاربها، مضيفا أنهم حين بحثوا في حيثيات القضية اكتشفوا أن أسرا أخرى وقعت ضحية نصب على يد الشخص نفسه.