أعرب مجموعة من مستعلي الطريق الوطنية رقم 16، في الجزء الرابط منها بين مدينتي الناظوروالحسيمة، عن استيائهم الشديد من استمرار تغاضي السلطات الإقليمية والجهوية، بشأن الوضعية الكارثية التي باتت عليها الطريق بسبب مرور الشاحنات الكبيرة التي تحمل مواد البناء إلى ورش ميناء الناظور غرب المتوسط. وتسبب مرور الشاحنات الكبيرة الحملة بأطنان من الصخور والرمال وغيرها من المواد المستعملة في أشغال بيناء مشروع ميناء الناظور، في تآكل الجزء الأيمن من الطريق، على مسافة تصل إلى حوال 15 كلومتراً، من منطقة "تانوت الرمان"، وإلى غاية المدار الطرقي قبل واد كرت، وهو آخر نقطة تمرّ منها الشاحنات قبل أن تغير اتجاهها شمالاً صوب مكان الورش. وكشفت عدد من مستعملي الطريق المذكور، في تصريحات لجريدة ، أن السائق يضطر إلى تخفيض السرعة لأدنى مستوياتها تفاديا لتضرّر السيارة، التي لا تتوقف عن الاهتزاز بشكل كبير جداً، ومضيفاً أنه رغم الاحتياطات التي يقوم بها السائقون إلا أن الآثار السلبية لوضعية الطريق الكارثية لا تتأخر في الظهور، خصوصاً حين يتعلق بسائقي سيارات الأجرة الكبيرة. وأوضح المتحدثون، أن سائقي سيارات الأجرة من الناظور للحسيمة، يضطرّون في الكثير من الأحيان، إلى خرق القانون واستعمال المرّر الأيسر، في الحالات التي يكون فيها الطريق فارغأً، وهو الأمر الذي يهدّد بوقوع حوادث سير، بالنظر إلى أن سرعة السيارات القادمة تكون في الغالب كبيرة، مستغلةً كون المرر الأيسر (الأيمن بالنسبة لها)، أقل تضرّراً. ونبهت المصادر نفسها، إلى أن الوضع الكارثي للطريق، بقي على حاله منذ أكثر من سنتين، على الرغم من أن السائقين سبق ونبهوا إلى هذا الأمر، محذّرين من أنه، بالإضافة إلى أضراره الجسيمة على وضعية السيارة، فإنه يهدّد بوقوع حوادث سير قد تسفر عن سقوط العديد من الضحايا، بالأخص حين تكون الأحوال الجوية غير مستقرة. وحول هذا الأمر، قال محمد، وهو مواطن يقطن بمدينة الناظور، ويستعمل الطريق المذكور بشكل متكرّر، إن الأمور في هذا المسار تكون خطيرة خلال التساقطات، في ظل وجود حفر كبيرة وتآكل، ما قد يتسبب في تغير مسار بعض السيارات، أو الشاحنات الكبيرة التي تستعمل الطريق لنقل مواد البناء لورش الميناء. وفي هذا الصدد، أوضح محمد في تصريح لجريدة، أنه "قبل حوالي ثلاثة أسابيع من الآن، كنت عائداً من الحسيمة إلى الناظور، وكانت الأمطار تتساقط بغزارة، وبعد مرور واد كرت بحوالي كيلومترين، تقابلت مع شاحنة من النوع الكبير، لأتفاجأ بكمية كبيرة من مياه الطينية غطت كامل زجاج السيارة في الجهة الأمامية واليسرى بشكل حال دون رؤية أي شيء". واسترسل المتحدث: "لحسن حظي أن مساحات الزجاج كانت مشتغلة نظرا لأن الأمطار كانت تتساقط، مع مكنني من استعادة الرؤية بعد بضعة ثوانٍ، قبل أن أتوقف على جنب الطريق لمسح زجاج باب السيارة والمرآة"، مردفاً: "الشاحنة الكبيرة مرّت فوق حفرة مليئة بالمياه الطينية، التي تكونت بسبب الأمطار، وهو ما تسبب في الواقعة، التي كان من الممكن أن تكون كارثة حقيقية لو كانت الطريق مزدحمة". وأدى عدد من السائقين تفهمهم لأن إصلاح الطريق في الوقت الحالي، سيعيدها سريعا إلى وضعها، نظرا لأن أشغال ميناء الناظور غرب المتوسط متواصلة، إلا أنهم في المقابل، يطالبون بترميم جزئي على الأقل، لتجنب وقوع حوادث سير من جهة، ومن جهة أخرى، الحيلولة دون تضرّر السيارات التي تمرّ عبر الطريق، الذي يعتبر الأقصر طريق تربط بين الناظوروالحسيمة.