انتقد حزب "فوكس" الإسباني، المحسوب على اليمين المتطرف، استمرار حكومة بيدرو سانشيز في اعتبار المغرب شريكا استراتيجيا، وذلك بسبب تحميله المسؤولية عن موجات الهجرة غير النظامية التي تضل إلى الأراضي الإسبانية، وأيضا لاعتقاده بأن الرباط ترغب في ضم مدينتي سبتة ومليلية، وهو الموقف الذي عبرت عنه داخل مجلس النواب بعد دفاع مدريد المُستميت على ضرورة تحسين العلاقات مع جارها الجنوبي واستمرار التعاون معه في العديد من القضايا. وخلال جلسة برلمانية عامة أعربت الحكومة الإسبانية عن عزمها استئناف العلاقات مع المغرب بعد القطيعة الدبلوماسية التي تلت الأزمة المستمرة منذ شهر أبريل الماضي، معبرة عن رغبتها في التعاون مع نظيرتها في الرباط في جميع المجالات بما في ذلك موضوع الهجرة، وهو الأمر الذي لم يحظ بقبول من طرف "فوكس"، صاحب ثالث أكبر كتلة في مجلس النواب، والذي اعتبر أن الفترة الراهنة تمثل فرصة لإعادة تقييم العلاقات بين البلدين. واعتبرت النائبة البرلمانية تيريزا لوبيث، الذي انتُهبت باسم الحزب اليميني عن مدينة سبتة، العلاقات بين الرباطومدريد تحتاج "لإعادة تعريف وللوقوف على الأركان التي تقوم عليها"، متسائلة عن ماهية "الإشارات الإيجابية" التي يتوصل بها قصر "لا مونكلوا" من المغرب، في الوقت الذي شددت فيه حكومة سانشيز على أنه تضع ثقتها في الحكومة المغربية الجديدة لتكييف العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لتتماشى وحجم الفرصة والتحديات المطروحة عليها. وأوضحت السلطة التنفيذية الإسبانية على أن المرحلة القادمة ستُبنى فيها علاقات جديدة مع المغرب على أساس "الثقة والاحترام والمصلحة المتبادلة"، مبرزة أنها قد بدأت بالفعل في استئناف تعاونها مع نظيرتها في الرباط في جميع المجالات بما في ذلك الهجرة، وهو الأمر الذي لم يُعجب نائبة "فوكس"، التي وصفت أن ما حدث في سبتة من تدفق قياسي للمهاجرين غير النظاميين يمثل "غزوا" للمدينة الخاضعة للسيادة الإسبانية والتي يطالب بها المغرب. واعتبرت المتحدثة نفسها أن إسبانيا عليها أن تستغل المرحلة الجديدة من العلاقات "لإظهار قوتها في الدفاع عن حدودها وعن سيادتها على سبتة ومليلية"، خالصة إلى أن المغرب "ما دام لا يعترف بذلك فلا يمكن أن تكون هناك أي علاقات جيدة معه، لأنه يسعى فقط لضمن المدينتين"، في إشارة إلى تصريحات رئيس الحكومة المغربي السابق، سعد الدين العثماني، في دجنبر من العام الماضي، حين اعتبر أن قضية سبتة ومليلية مثلها مثل قضية الصحراء.