الافتتاح: أنهى المغاربة بمدينة لايدن اللمسات الاخيرة عن مشروع حلم استغرق بنائه 3 سنوات وأعلنوا اليوم عن افتتاح المركز الاسلامي المغربي بمدينة لايدن بهولندا ، بعد سنوات من التصميم والارادة لمغاربة المدينة المذكورة . وستجري الاحتفالات وفق برناج خاص يمتد لأيام . احتفالا بهذا الانجاز الكبير والفريد من نوعه في هولندا . وقد استمعت الوفود المشاركة والحظور الكبير الى شروحات مختصين من مؤسسة المركز الاسلامي أثناء تفقدهم لمرافق المركز المتعددة والتي تعد مفخرة للمغاربة في هذه المدينة . كما سيشهد المركز يوم الخميس 21 – 06- 2012 استقبال المركز لحاكم المدينة ومحافظي القانون فيها وممثلين عن الاحزاب السياسية بالمدينة بالاضافة الى مديري عدة مؤسسات حكومية وشركات وشخصيات هولندية ومغربية .سيستمع خلالها الحاظرون الى تفاصيل المركز واهميته المستقبلية ودور السلطات المحلية في انجاح هذا المشروع بالاضافة الى كلمات للوفود الهولندية وعلى راسها حاكم المدينة . بالاضافة الى مشاركة علماء مغاربة يوم الاحد 17-06-2012 في ندوة بهذه المناسبة وهم : السادة محمد السرار استاذ جامعي “فاس ” الطاهر التجكاني رئيس مجلس العلماء المغاربة باروبا والاستاذ الخمار البقالي رئيس جمعية الائمة بهولندا وعضو بالمجلس المذكور “هولندا” والاستاذ محمد التجكاني “بروكسيل” . تفاصيل المشروع: ويتعلق الامر بمركز كبير يتكون من طابقين ، و تمتد مساحته الى حدود 4000 متر مربع ويضم قاعتين كبيرتين للصلاة ، واحدة للرجال والأخرى للنساء . بالاضافة الى قاعتين للأنشطة الأجتماعية والتواصل واحدة للرجال واخرى كذلك للنساء ، كما ان القائمين على المركز المذكور لم يغفلوا دور التعليم ، اذ خصصوا احدى عشرة قسما للتعليم والدراسة ، ثم قاعة خاصة بالمؤتمرات وأخرى للحفلات ، ومكتبة مجهرة بالعديد من أنواع الكتب الهولندية والعربية ، مكان لغسل الموتى ، وآخر لحفظ الجثث ، ثم جناح للضيافة وآخر لاقامة الامام . كما ان المركز اهتم بضرورة توفير مكان للسيارات أسفل المركز وخارجه يسع لأزيد من 150 سيارة ، وصومعة كتب لها النجاة من سهام اليمين المتطرف يصل علوها الى 27،5 متر . المحيط : ومن عجائب الاقدار أن المركز حضي باهتمام هولندي على مستوى عمدة المدينة والمسؤولين المحليين حيث تولت البلدية في مدينة لايدن ، منح المركز جمالية خاصة ، وذلك باعادة تهيئة كل المنطقة التي يتواجد فيها المركز ، واحاطته من جميع الجوانب بحديقة خضراء تسمى حديقة الشمال ، ويتوفر على ساحة أطلقت عليها البلدية ” ساحة المسجد ” تولت البلدية زرع خمسة شجيرات فيها ، في اشارة منها الى أعمدة الاسلام الخمسة . وتتولى البلدية كذلك تصميم الساحة المذكورة على شكل زربية مغربية وبلون هولندي أزرق . تظافر الجهود: وحسب السيد محمد لفدك رئيس مؤسسة المركز الاسلامي بلايدن فان الذي تحقق الى حدود هذا اليوم ليس بهين ، نظرا لحجم الاكراهات التي واجهت المشروع ولضعف الامكانيات وقلة الساكنة من أصل مغربي مقارنة مع المدن الكبرى كأمستردام وروطردام وغيرها ، لكن الاصار وعزيمة التحول من المسجد التقليدي الخاص بالصلاة فقط ، الى مركز اسلامي متعدد التخصصات والمرافق وحدت الجهود من قبل جميع أفراد المجتمع المغربي بمدينة لايدن على مدى تسعة سنوات هي بداية تشكل الفكرة في اول الامر ، ويضيف السيد لفدك : لقد حاولنا توضيف الطاقات المغربية الشابة في انجاح هذا الصرح والاستفادة من خبراتها التي اثمرت معمارا جميلا مفخرة لمغاربة هولندا ومعلمة من معالم المدينة . التكلفة الاجمالية : وقال السيد محمد لفدك ان بناء مركز بهذا الحجم كلف ثلاثة سنوات من الاشغال المتواصلة ، ومبلغا ماليا تجاوز 5 خمسة ملايين يورو ، كان مصدرها حسب السيد لفدك مغربي صرف ، وذلك عبر تشكيل لجان سهرت طيلة هذه المدة على جمع الاموال من المساجد والاسواق بكل من هولندا وبلجيكا وفرنسا والمانيا كما أن حصة الاسد من هذا المبلغ الكبير كان مصدره مغاربة لايدن دون سواهم . مشيرا الى أن المركز لم يتلق أية مساعدات مالية خارجية لا من المشرق ولا المغرب ، رغم قيامه بمحاولات مع مؤسسات رسمية هنا وهناك بدون جدوى . الرؤية المستقبلية : وبخصوص الرؤية المستقبلية للمركز يقول السيد لفدك : انه سيلبي حاجيات افراد المجتمع المغربي وبقية المسلمين بالمدينة وذلك حسب متطلبات العصر ، كما سيؤدي خدمات للمسلمين وغير المسلمين في مجالات متعددة ، وصلة وصل بالمجتمع الهولندي الذي نعيش وسطه ، كما سيقوم بدور طلائعي في التعليم والتربية والتوعية وواجهة نحو حقيقة الاسلام والاعتدال والقيم المغربية الأصيلة والمساهمة في الاندماج الايجابي للجالية دون التخلي عن قيمها الأصيلة ، والمساهمة في حلول لمعضلات التطرف والانحراف الاجرامي للشباب من اصل مغربي .وحول هوية المركز الاسلامي المذكور يؤكد السيد لفدك أنها مغربية صرفة وعلى مذهب الامام مالك . شهادة اكاديمية : وحسب الدكتور محمد السرار استاذ التعليم العالي بكلية الشريعة بفاس والذي شارك في اليوم الاول لافتتاح المركز المذكور فانه يرى أن المساجد بشكلها التقليدي لم تعد تلبي اهتمامات وحاجيات المغاربة والمسلمين بهولندا ، وكانت مدعاة للتسائل من قبل الهولنديين عن ماذا يفعل هؤلاء داخلها . موضحا ان من شأن اقامة مراكز اسلامية بحجم هذا المركز وبهذه المرافق ، ستفتح الابواب و ستقود حتما الى تغيير نظرة الآخر الى الاسلام والثقافة المغربية الاصيلة . مضيفا ان تغييرا وقع في ذهنية الجيل الثاني والثالث من ابناء المغاربة ، وهو الانتقال من اماكن صغيرة مخصصة للعبادة ، الى مراكز اسلامية كفضاء واسع متعدد التخصصات. منوها بدور الجيل الاول الذي قال بانه أسس للبنة الاولى للعبادة في هذه الارض ، ويطور الآن أبنائهم من الجيل الثاني والثالث هذه الدور الى مراكز اسلامية ذات اشعاع حضاري كبير ، ستنعكس ايجابياته في المستقبل القريب على الاسلام وصورة المغرب والمغاربة بهذه المدينة وخارجها .