[email protected] يقال في المثل المغربي الشعبي: * من دار لدار بحال العطار* وهو حال صديقنا الذي لم يكد يضع مؤخرته بحزب حتى تجده قفز إلى حزب آخر كما تقفز القردة بين الأشجار، وغابة السياسة في مدينتنا كثيفة وموحشة وتعيش فيها حيوانات عدة، فهناك حمار تفنن في امتلاك أراضي الغير،يعشق العيش بجانب البحر لأنه مصدر ثروته الفاحشة، يعيش كإقطاعي القرون الوسطى متأبطا وردة بنفسجية أسالت أشواكها دماء الفلاحين والصيادين الفقراء، وهو صديق حميم للقرد الذي يبحث هذه الأيام بين السنابل، لعله يجد مكانا بعدما ترك له الغابة فارغة عدوه الظربان ذو الرائحة الكريهة التي فاحت في كل أرجاء المدينة وترك الديك وحيدا يبكي خسارته أمام الحمام الذي قص صقر مكناس جناحه . عاثت هذه الحيوانات فسادا برا وبحرا ،فتحولت مدينة النور إلى ماخور تأتيه أفواج من المومسات يلطفن أجواء جلسات المجون تعقد فيها الصفقات والاتفاقيات التي لا تخلو من غبار ابيض اتلف عقول شبابنا وأصبح تجارة مربحة لأباطرة يمصون دماء الناظور كالخفافيش. أي لعنة حلت بهذه المدينة المجاهدة التي نخر الفساد جسمها حتى النخاع؟ نحتاج اليوم إلى قراءة تاريخية وسياسية واجتماعية متأنية وبطريقة موضوعية لواقع الناظور حتى نفهم مكامن الخلل والأسباب التي أدت لتكاثر كائنات طفيلية لوثت سمعة المدينة وأخرت نموها الطبيعي، فاغتصبت أحلام شباب هم أمل الغد الذي أصبح مجهولا لطلبة جامعة هجينة يدرس فيها أساتذة الإعدادي والثانوي بدل الاساتذة الجامعيين والدكاترة ،لا يكتشف نقص تكوينها إلا عند اجتياز المباريات في مدن المغرب النافع حيث يفاجئ الطلبة أنهم لم يدرسوا بعض المواد المهمة فيدركون مدى نقصهم وتنمو عقدة النقص المتضخمة أصلا لدينا . فمتى ينجلي زمن خفافيش الليل إلى ذلك الوقت تصبحون على ناظور بلا عطار .