[email protected] منذ استقلال وطننا العزيز ومدينتنا تعيش فراغا سياسيا وفكريا،وبما أن الطبيعة لا تحب الفراغ فقد وجدت الطفيليات مكانا لها بمدينة النور المظلمة بوجود خفافيش، سيطروا على النخبة الشبه مثقفة بالمال وعلى البسطاء والفلاحين والصيادين بالقبيلة وامتلاك البر والبحر، يمكن أن نقبل كل هذا في مجتمع لم يتجرد بعد من تبعية القبيلة والنسب والزوايا، لكن دخول عالم السياسة من أبوابه الواسعة، باب الحزب والبرلمان هو تجاوز للخطوط الحمراء فالبرلماني لا يمكن أن يكون أميا لان معناه أن من يمثلهم هم أناس مثله،فمفهوم البرلماني لا يستوي إلا في حالة ما إذا اتسع أفق الناخب إلى حدود الوطن، تلك التي أقرها منذ قرون التطور التاريخي، تجاوزا للفوارق التي تجد من يعبر عنها على المستوى المحلي. وفي حالة تحقيق هذا المبدأ، يقول عبد الله العروي ، لم يعد مبرر لأي تسامح مع الأمية بكل مظاهرها، لا عند الناخب ولا عند النائب، بل قد تعتبر خرقا لقانون المواطنة تجيب الزجر. وبالفعل، هذا هم يقتسمه كل المناضلون الشرفاء في هذه البلاد. إنه السبيل الوحيد إلى المرور إلى ترسيخ مبدأ التصويت الانتخابي على البرنامج الإيديولوجي وليس على الشخص والحد من ظاهرة التواطؤ بين العمال والولاة والبرلمانيين من باب الحفاظ على مبدأ التكيف الإيجابي لضمان الاستقرار الاجتماعي المحلي وضبط عملية إنتاج النخب الملائمة لهذه المدينة ..