أفادت وزارة الزراعة الإسبانية أمس السبت إن أكثر من 850 بقرة قضت شهورا على متن سفينة مسجلة في لبنان في البحر المتوسط، لم تعد صالحة للنقل، وينبغي قتلها. وأكدت الوزارة بذلك تقريرًا سابقًا لرويترز بخصوص وضعيبة الأبقار التي كانت موضوعة فيما وصفه ناشط في مجال حقوق الحيوان بأنه "جهنمي". وذلك بالنظر إلى "الظروف على سفينة كريم الله اللبنانية التي رست في ميناء قرطاجنة جنوب شرق إسبانيا يوم الخميس الماضي، بعد صعوبة العثور على مشتر للماشية خلال الشهرين الماضيين، بسبب التخوف من مرض أصاب الماشية. وقد تم رفض الحيوانات من قبل عدة دول بسبب مخاوف من إصابتها بفيروس اللسان الأزرق. ويسبب هذا الفيروس الذي تنقله الحشرات العرج والنزيف بين الماشية، ولا يؤثر اللسان الأزرق على البشر. وأفاد تقرير سري لطبيب بيطري اطلعت عليه رويترز يوم الجمعة أن الحيوانات عانت من الرحلة الطويلة، وأن القتل الرحيم سيكون أفضل حل لصحتها ورفاهيتها، ولم يذكر التقرير ما إذا كانت الماشية مصابة بمرض اللسان الأزرق. وأكدت وزارة الزراعة في بيان لها يوم السبت نتائج التقرير وقالت، إن على مالكي السفينة قتل الماشية. "يجب أن يشرعوا في عزل الحيوانات وذبحها وفقًا للوائح المعمول بها، وفي حالة عدم القيام بذلك، فإن وزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية ستفعل ذلك بطريقة اخرى، أما ملكية الماشية غير واضحة. الناشطة في مجال حقوق الحيوان، سيلفيا باركيرو، مديرة منظمة إغوالداد للحيوانات غير الحكومية، وصفت وضع الماشية بأنه "جهنمي" وتساءلت عما حدث للنفايات التي تنتجها الأبقار أثناء العبور، "نحن واثقون من أنها ظروف غير صحية وغير مقبولة". ويُعتقد أن 22 بقرة نفقت في البحر، وبينما تم تقطيع 20 جثة ورميها في البحر، بقيت بقرتان نافقتان على متن السفينة. وقد دعا ميكيل ماسرمون، المحامي الذي يمثل مالك السفينة تاليا شيبينغ لاين، إلى إعادة العينات المأخوذة من الحيوانات وحجزتها السلطات يوم الخميس حتى يمكن اختبارها بحثًا عن اللسان جرثومة الأزرق، وقال "إنه (التقرير) لم يذكر أي أمراض خطيرة تفسر سبب إبادة هذه الحيوانات". وغادرت السفينة في الأصل قرطاجنة لتسليم الماشية إلى تركيا. لكن السلطات هناك منعت الشحنة وعلقت استيراد الحيوانات الحية من إسبانيا خوفا من الإصابة باللسان الأزرق. وقد أدى هذا الرفض إلى تحويل السفينة المسجلة في لبنان إلى منبوذة دوليًا، حيث رفضت عدة دول دخولها. وفي الوقت نفسه، ترسو السفينة الثانية، البيك، التي أبحرت أيضًا من إسبانيا في ديسمبر وعلى متنها ما يقرب من 1800 بقرة، قبالة ميناء فاماغوستا القبرصي التركي. ولا بد في هذا المجال، من التساؤل عن الأوضاع التي تعانيها الحيوانات أثناء نقلها، وأحيانا لأوقات طويلة، ومن يراقب هذا الأمر، وإن كان هناك من يقوم بفحص حالتها عند وصولها للإستخدام في الأسواق، وخصوصا في لبنان.