تشير العديد من الإصدارات الطّبية الوازنة إلى أنّ "اللّقاح الصّيني يمكنه أن يشكّل "طفرة" في سباق الدّول للقضاء على فيروس كورونا"، مبرزة أنّ "دولاً، مثل روسيا وأمريكا وألمانيا، هي الأخرى تسعى إلى تحقيق هذا الإنجاز العالمي غير المسبوق لصدّ الوباء". مجلّة "TOP SANTE" أوردت أنّ "فعالية اللّقاح الصّيني مضمونة، بحيث لم يتعرض أيّ شخص تلقى لقاح Covid-19 الصيني المعتمد لتأثيرات سلبية خطيرة"، مشدّدة على أنّ "اللقاحات ضد فيروس كورونا قد تكون متاحة لعامّة الناس في وقت مبكر من نونبر". ودخلت أربعة لقاحات مرشّحة طوّرتها أربعة مختبرات موجودة في الصّين في المرحلة الثالثة. وقالت جويشن وو، مسؤولة في القطاع الصّحي الصّيني، إنها تلقّت هي نفسها لقاحًا تجريبيًا في أبريل ولم تشتكِ من أيّة أعراض جانبية". محتوى اعلاني ونقلت المجلة الطّبية سالفة الذكر تصريحات مقرّبين من إدارة المختبرات الصّينية: "يوجد في الصّين حاليًا ثلاثة عشر لقاحًا يخضعون لتجارب إكلينيكية؛ بما في ذلك ثلاثة لقاحات معطلة ولقاح ضد الفيروس الغدي في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية". ووفقًا للمصدر ذاته، فقد تلقى حوالي 60 ألف متطوع حقنة من أحد اللقاحات الأربعة المرشحة حاليًا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ولم تُلاحظ أي ردود أفعال سلبية خطيرة بينهم. وقالت: "تظهر النتائج الأولية أن هذه اللقاحات آمنة بشكل عام ولها آثار جانبية طفيفة فقط، بما في ذلك الألم والكدمات في موقع الحقن، بالإضافة إلى حمى خفيفة مؤقتة". وقال ليو جينغ تشن، رئيس مجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية (سينوفارم)، إن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاحين المرشحين اللذين طورتهما الشركة جارية في عشر دول أجنبية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والأردن والأرجنتين ومصر وبيرو. وقال Zheng Zhongwei، مدير مجموعة عمل تطوير لقاحات Covid-19 الصينية، إن الطاقة الإنتاجية السنوية للقاحات Covid-19 في الصين قد تصل إلى 610 ملايين جرعة هذا العام وستزداد السنة المقبلة. ورداً على سؤال حول الاستخدام الطارئ للقاحات Covid-19 المرشحة في الصين، أشار Zheng Zhongwei إلى أن هذا البلد الأسيوي يواجه حاليًا ضغوطًا قوية من بؤر وحالات معدية محلية صغيرة. وقال إن هذا الاستخدام الطارئ ضروري للفئات السكانية المعرضة لخطر كبير؛ مثل العاملين في الخطوط الأمامية وموظفي الحدود والعاملين في الخارج. وشدد Zheng Zhongwei على أن الصين قد أخطرت ممثل منظمة الصحة العالمية (WHO) في الصين بشأن هذا الاستخدام الطارئ للقاحات المرشحة، وأنها تلقت تفهم ودعم المنظمة المذكورة. في الوقت نفسه، تم تعيين لجنة موافقة برئاسة تشونغ نانشان، خبير أمراض الجهاز التنفسي الشهير، وخبراء آخرين رفيعي المستوى في القانون والأخلاقيات والطب السريري لمراجعة اللقاحات واختيارها. وقال قاو تشيانغ، العضو المنتدب لشركة تصنيع اللقاحات Sinovac Biotech، في تصريحات نقلتها مجلة "TOP SANTE" إن شركته أنشأت مع جميع شركائها في الخارج، بما في ذلك البرازيل وإندونيسيا وتركيا، نظامًا موثوقًا لمراقبة الآثار الجانبية تم الاتفاق عليه مع المبادئ التوجيهية العالمية. وقال: "لم نتلق أي تقارير من شركائنا عن آثار جانبية خطيرة للقاح". وفقًا للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن البلاد لديها نظام مراقبة الآثار الجانبية العالمي المعتمد من منظمة الصحة العالمية. لعب هذا النظام دورًا رئيسيًا في مراقبة الآثار الجانبية المتعلقة باللقاح والتحقيق فيها على مدار العقد الماضي. وتسعى منظمة الصّحة العالمية إلى الوصول إلى جرعات كبيرة من اللّقاح الفعّال. ويؤكّد خبراء أنّه من المحتمل أن تكون المعركة صعبة اعتمادًا على مجالات نفوذ منتجي اللقاح. ومن جانبها، نقلت مجلّة "LANCET" أنّه يوجد حاليًا 42 لقاحًا مرشحًا في التجارب السريرية؛ وهي من أنواع مختلفة، وتشمل بلازميد الحمض النووي والفيروس المعطل والفيروس الغدي والحمض النووي الريبي والوحدة الفرعية البروتينية ولقاحات الجسيمات الشبيهة بالفيروس. وقد ثبت، بالفعل، أن بعضها آمن وقادر على إثارة استجابات مناعية في التجارب السريرية المبكرة. "تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن التطعيم المعزز ضروري لتحقيق أفضل استجابات للأجسام المضادة ضد SARS-CoV-2 وقد تكون مهمة للحماية. وهذا يوفر معلومات مفيدة لتجربة المرحلة الثالثة"، أشار يانغ شياو مينغ، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ في معهد بكين للبيولوجيا.