تتزايد المطالب الرامية إلى جلب المستثمرين لإقليم الناظور، وخاصة في المجال السياحي، باستغلال المؤهلات السياحية التي تزخر بها المنطقة. لكن قد تواجهك كعيقات تجعلك تنفر من الاستثمار بالإقليم. قصتنا اليوم لرجل كفيف فقد بصره، من أبناء جماعة البركانيين، قرب رأس الماء، اختار استثمار أمواله في المجال السياحي بدوار أولاد الطاهر "تماضت"، وكل حلمه أن يشغل أبناء المنطقة ويفتح مزارا سياحيا شاملا يقدم كافة الخدمات السياحية، وتحديدا السياحة الجبلية. حلم صاحبنا سيصطدم بتهور ورعونة أبناء جلدته الذين اختاروا تخريب منزله الواقع بالدوار المذكور، عن طريق اقتحامه وسرقة محتوياته وتخريبها عن آخرها، بل وتخريب معدات للبناء وديكورات كان المعني ينوي بواسطتها تزيين المكان حتى يجلب الزوار من كل الجهات. الصور أشبه بمنزل تعرض لقصف غاشم خلال معركة من معارك الحروب الطاحنة، لا لشيء إلا لأن المعني له غيرة على منطقته دفعته للبحث عن تنميتها وتشغيل أبنائها، لكن هيهات من كل هذا حين يكون الجهل هو المستحكم. صاحبنا شق طريقا نحو المكان الذي كان ينوي الاستثمار فيه، وكانت له رؤيا سياحية شاملة، من خلال تشييد إقامة تتوفر على مسبح، وألعاب أطفال ومقهى ومطعم، وتوفير إحدى النساء متخصصة في سرد الحكايات لربط الماضي بالحاضر، خاصة أن المكان يعبق بروح التاريخ والتراث، بالإضافة إلى مرافق أخرى. الضحية الكفيف الفاقد لبصره تحدث إلينا وهو يشعر بالضيق والغبن، فلم يتمالك نفسه ثم شرع في البكاء، هو في الحقيقة بكاء على منطقة لم يرد أبناؤها تنميتها. . فما عاد صاحبنا يقوى على الحديث إلا قول: "واش ماكاينش الأمن في البلاد؟ واش هاذ السيبة اللي كاينا فبلادنا؟".