طيلة الأسبوع المنصرم ومئات مرضى العيون يحجون صوب المستشفى الإقليمي بأسفي. شيوخ وشباب نساء ورجال، يتزاحمون على خيمة نصبت داخل المستشفى صباح الثلاثاء المنصرم لتسجيل اسماءهم قبل الإلتحاق بقسم العيون لأجل الفحوصات الطبية وإجراء عملية الجلالة مع زرع العدسة لتحسين بصرهم. لقد قدموا ليس من أحياء المدينة فحسب ولكن أيضا من قرى وبوادي الإقليم، بعد أن نظمت لهم السلطات المحلية والجماعات القروية، رحلات للإستفادة من الحملة الطبية التي تنظمها مؤسسة البصر الخيرية العالمية لمحاربة العمى. ورغم أن أعدادهم كثيرة مما أربك العاملين بالأقسام المجتورة لاستقبالهم فإن ساكنة المدينة استبشرت خيرا بقدوم هذه القافلة إلى الإقليم. * قافلة البصر والنور تحط رحالها بأسفي بتنسيق جمعية الرعاية للأعمال الاجتماعية والثقافية حطت قافلة البصر والنور التابعة لمؤسسة البصر العالمية صباح يوم الثلاثاء 3 أبريل 2012 رحالها بآسفي. يصحبها 18 عضوا بين أطباء وتقنيين من السودان وباكستان، في إطار جولتها المتميزة التي تستهدف الفقراء والمعوزين بالمغرب. ولتحسين بصرهم، ومحاصرة العمى الذي يهدد أكثرهم، ويعجزون عن مواجهته، بسبب الفقر الذي يسكن حياتهم. وقبل المجيء لأسفي جابت القافلة هذه السنة عدة مدن بشمال المملكة وجنوبها. والقافلة تنقل معها كل معداتها ومستلزماتها لفحص حوالي ثلاثة آلاف 3000مريض بكل مدينة تحط بها لتختار منهم من يرشحون لإجراء عملية الجلالة. كما أنها تنظم حملات تضامن إلى بعض الأقاليم والدواوير المعزولة تقدم خلالها مساعدات غذائية بآلاف الأطنان للسكان. * أزيد من 2000 عملية جراحية وتوزيع أزيد من 8 آلاف نظارة في لقاء جمع «التجديد» بعبد العالي بنجلون رئيس جمعية الرعاية للأعمال الاجتماعية والثقافية وممثل ومنسق مؤسسة البصر العالمية من داخل فندق فرح قال إن القافلة التي زارت عدة مدن مغربية انطلق برنامجها من مدينة العيون حيث اجريت 161 عملية جراحية لمرضى العيون بما يسمى مرض الجلالة، ثم زارت مدينة تازة وأجرت فيها 386 عملية جراحية، وبعدها طنجة التي استفاد فيها 424 مريض من العملية وفي الأسبوع الأخير من مارس المنصرم تم إجراء 440 عملية جراحية بأزمور بإقليمالجديدة ومن 27 مارس إلى 3 أبريل، انطلقت القافلة إلى إقليم سيدي بنور حيث استفادة 391 من عملية إجلاء الجلالة منها واحدة كللت بإعادة النظر لطفل أعمى عمره تسعة سنوات، ومساء يوم الثلاثاء3 أبريل حلت القافلة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي لتواصل عملياتها الجراحية لأكثر من أربعمائة مريض. بالإضافة للعمليات الجراحية فإن المؤسسة حسب منسقها بن جلون تزرع العدسة للذين أجريت لهم العملية بتقنية حديثة وجد متطورة ونظارات شمسية وأدوية مجانية. كما تحرص المؤسسة على توزيع 1500 نظارة طبية للنظر القريب بكل مدينة أو بادية حطت بها القافلة. ويحرص بن جلون بشكل كبير على التنويه بالسلطات المحلية وعلى رأسها عمال الأقاليم التي تزورها القافلة الذين يوفرون المأوى والإطعام لطاقم القافلة، إضافة إلى الدور الذي يقوم به مندوبوا وزارة الصحة ومدراء المستشفيات التي تجري بها العمليات حيث يقدم الدعم اللوجيستيكي وتوفير الأطر الطبية التي تتيح فرصة الاحتكاك وتبادل التجارب مع أطر القافلة يقول بن جلون. * 45 مليون كفيفا و110 مليون يعانون من ضعف البصر في العالم البصر من الحواس التي أنعم الله بها على خلقه وبواسطتها يتعرف الإنسان على 80 في المائة مما يحيط به من الأشياء. .وتتحدث بعض الإحصائيات العالمية أن عدد المصابين بالعمى في العالم يصل إلى نحو 45 مليون إنسان كفيف. وقريبا من 110 مليون إنسان يعاني من ضعف البصر وتتركز هذه الحالات خاصة في الدول الفقيرة. وبسبب العمى وأمراض العيون ذلك على تفقد الكثير من الأسر عائليها مما يدمر الأفراد والمجتمعات. وقد تأكد للمختصين بأن أكثر من 80%من أمراض العيون يمكن علاجها والوقاية منها. ولهذا اعتنى كثير من المحسنين بأهمية إنشاء جمعيات خيرية للحد من نتائج هذه الأمراض ومن أهم الجمعيات العاملة مؤسسة البصر الخيرية العالمية. * كيف ومتى تأسست مؤسسة البصر الخيرية العالمية تأسست مؤسسة البصر الخيرية العالمية بالمملكة العربية السعودية في عام 1990 بواسطة مجموعة من أطباء العيون من أجل التخفيف من حدة هذا المرض ونتائجه على الفرد والمجتمع وهي مؤسسة خيرية تطوعية غير حكومية غير ربحية، تعمل في مجال مكافحة العمى وأمراض العيون في قارتي آسيا وإفريقيا. وتعمل عبر برنامج شامل ومتكامل يقوم على تنظيم الحملات العلاجية المجانية المتنقلة عبر قوافل طبية وإنشاء المستشفيات التخصصية الدائمة ومراكز ومعاهد التدريب للكوادر الطبية لتطوير طب وجراحة العيون كفرع هام من فروع الطب. كما تعقد دورات تدريبية وعلمية وتصدر مطبوعات ومنشورات في نفس التخصص، وفي 1993 قامت بأول مخيم مجاني لها بالخرطوم لطب العيون. بعد عامين أي في 1995 أنشأت أول مستشفى للعيون بالسودان حيث تنطلق قوافل إعادة الإبصار. كما تهتم المؤسسة بتدريب الكوادر الطبية التي تستقبلها بمجمع مكة لطب العيون وتبعث المنتسبين إليها خارج السودان من أجل التدريب. وتبادل التجارب. * تمويل المؤسسة لا يخفي بن جلون أن المؤسسة الخيرية التي ينوي استقدام فرعها إلى المغرب، حتى لا يعود تابعا لما يسمى بالمكتب الجهوي للسودان، أن التمويل الأساسي لأنشطتها مصدره الأساسي من الدول الخليجية فالعمليات الباهظة الثمن لمحاربة عمى العينين في إفريقيا وأسيا ومعظم الدول الفقيرة يؤكد بن جلون ل»التجديد» التي التقته بفندق فرح بأسفي يتم على نفقة المحسنين الخليجيين في إطار الصدقات الجارية التي يوصي بها خيرا المحسن عائلته قبل مماته. فعملية طنجة مثلا على نفقة مؤسسة قطر الخيرية وعملية أسفي على مؤسسة الراجحي السعودية. * عودة البصر إلى طفل تبكي بن جلون كان أحسن إنجاز يطرب بن جلون ولا يمل من ترديده مع كل من تحدث إليه، نجاح المؤسسة في إعادة البصر لطفل يبلغ من العمر تسعة سنوات لقد نزلت دموعي حينما عانقني وبدأ يقبل وجهي يقول بن جلون. قبل أن يضيف، لم أتمالك نفسي فنزلت دموع عيني فرحا بهذا الإنجاز التاريخي الذي سألقى به ربي، فقلت لأمه لن أسامحك أمام الله تعالى إن لم تعتني بتعليمه. والتفت للنساء اللواتي عمت زغاريدهن المكان فقلت لهن أدعوا لصاحب الجلالة بالخير. لقد زاد من فرحي يقول، أن يتعهد أمامنا عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي بنور بتتبع تدريس هذا الطفل الذي أحببته كأنه ابني وتعهد أيضا مندوب الصحة أن يتتبع وضعه الصحي ليكتمل الخير لطفل في حاجة إلى الرعاية.