أزيد من 500 عملية جراحية و5 آلاف حالة كشف في مخيمات مجانية لطب العيون بالأقاليم الجنوبية تنظم الجمعية الطبية الإسلامية بشراكة مع مؤسسة البصر الخيرية العالمية، المخيم المجاني لمرضى العيون، بكل من العيون وتازة في الفترة الممتدة ما بين الثالث و 24 من الشهر الجاري. ويقام هذا المخيم تحت رعاية وزارة الصحة، وسيستفيد من المخيم، خمسة آلاف مريض، وإجراء 500 مائة عملية جراحية، في مرض «جلالة العيون»، بالإضافة إلى توزيع عدد من النظارات الشمسية ونظارات النظر الطبية، بالإضافة إلى صرف الأدوية لمدة شهرين، مع عودة الطاقم الطبي إلى المناطق المستهدفة من أجل المتابعة. وفي سياق ذلك، قال حسب الرسول الطيب محمد رئيس الجمعية الطبية الإسلامية بالخرطوم، إن الهدف من هذه المخيمات، هو بالأساس تقوية الروابط و الصداقة بين الشعبين، و تبادل الخبرات في هذا المجال. كما أضاف في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم من الخرطوم، أن الجمعية جندت طاقما طبيا مختص في طب العيون، مشيرا في نفس الوقت إلى العدد المستهدف من هذه الحملة. وفي سياق متواصل، أكد أن ظروف التنسيق كانت جيدة وقوبل وفد الجمعية باستقبال جيد، ووفرت له كل الظروف للاشتغال. ومن جانبه أبرز المدير التنفيذي لمؤسسة البصر الخيرية العالمية أمير سليمان أبو قرون، في اتصال هاتفي مع بيان اليوم، أن الحملة تستهدف الفئات الفقيرة و المعوزة، التي لا تستطيع سد تكاليف العمليات الجراحية لأمراض العيون، مضيفا أن اختيار المغرب نابع من المحبة الخاصة التي يكنها السودانيون للمغرب. وقال أبو قرون إن هذه المخيمات تأتي في إطار الحملات الإنسانية التي تقوم بها المؤسسة في كل بقاع العالم. ومن جهته، قال ممثل الجمعية الطبية الإسلامية بالمغرب حسين أحمد محمد بري الأغبش، إن الجمعية وفرت معدات وأجهزة جد متطورة في طب العيون، مضيفا أن الحملة جندت 21 شخصا، بين أطباء وفنيين، مشيرا إلى الاستعانة الأطر المغربية فيما يتعلق بالتخدير والتمريض. وفيما يتعلق بسير عمل المخيمات، قال الأغبث إن «الجمعية ستقوم بفحص طبي للسكر والعين، للكشف إذا ما كان الشخص محتاجا للعملية أو اتباع الأدوية فقط». كما أضاف كل مخيم سيمتد إلى أسبوع، يخصص اليومان الأولان للكشف الطبي، والأيام الخمسة المتبقية لإجراء العمليات، أي بمعدل 100 عملية جراحية كل يوم مجانا. وتوقع ممثل الجمعية أن تعرف هذه المخيمات إقبالا كبيرة من طرف ساكنة المنطقة. وفي سياق ذي صلة، أبرز الأغبث دولا السفير المغربي في السودان محمد ماء العينين الذي قدم كل الدعم لهذه الحملة من اتصالات وخدمات، مضيفا أن كل الجهات المعنية ساهمت في توفير كل الظروف لإقامة المخيمين. وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية الطبية الإسلامية، هي جمعية غير حكومية، تأسست سنة 1983، من أجل علاج ملايين الناس عبر العالم، من غير تمييز لا في اللون والجنس... وقد ساهمت في عدد من الحروب و الكوارث الطبيعية كان آخرها باكستان. وكانت مؤسسة البصر الخيرية العالمي قد نظمت مخيمات مجانية في طب العيون في عدد من الدول الإفريقية، وإجراء أزيد من ألف عملية، بالكشف على أزيد من 19 ألف حالة مرضية. يشار إلى أن هناك أزيد من نصف مليون مغربي يعانون من مرض الجلالة، وهذا العدد يشكل الخزان الذي لا نستطيع أن نعالجه إلا ببرنامج وطني على عدة سنوات، فعدد العمليات الجراحية التي تنجز سنويا بين كل القطاعات (العام، الجامعي، العسكري، الخاص) لاتتجاوز 40 ألف حالة مع العلم أنه يوجد بالمغرب ما بين 730 و740 طبيب جراح للعيون في كل القطاعات، فهذا لا يشكل إلا عملية واحدة في كل أسبوع لكل طبيب، لهذا يجب أن يكون هناك تنسيق، بين الوزارة وأطباء القطاع الخاص.