ساكنة اشنيون(اجطي) التابعة إداريا لجماعة بودينار إقليم الدريوش، منذ أربعة أشهر، وهي تحتج بشكل سلمي ومنظم وحضاري، ومستوى عال، لكنها اصطدمت بمسؤولين ينهجون المنطق نفسه والمتمثل في التجاهل التام لمطالب هؤلاء ،إذ انه ليس هناك لا نية، ولا اهتمام ولا تقدير لتشبث هؤلاء المواطنين بمطالبهم التي يعرف الجميع بأنها معقولة جدًا، نظرًا إلى كون هذه المنطقة مهمّشة ومعزولة، وليس فيها أبسط ضروريات الحياة العادية (الطريق مقطوعة صيفا وشتاءَ،ممرض واحد،إعدادية وثانوية تبعد ب 14 كلم يستحيل الاستفادة من خدماتها،إلا إذا كان الجو معتدلا،الماء غير صالح للشرب غالبا ما يؤدي بشاربه إلى الإصابة بمرض الكلي ….).لكن (شكون حس بيك و شكون داها فيك يا الشاكي؟). بعد كل شكل نضالي تقوم به هذه الساكنة المحرومه يأتي دور الحوارات الماراطونية والتي تنتهي بكلام ووعود لم يعد أحدا يصدقها،بل سئم منها الأطفال الصغار قبل الكبار.وجعلت الكل يحس بالحكرة والإقصاء الممنهجين. تساؤلات كثيرة تطرح نفسها،لماذا حُول الطريق المبرمج في إطار البرنامج الوطني الثاني بالعالم القروي لسنة 2008 ( بودينار _ سيدي ادريس) ؟ لماذا توقفت أشغال تزويد القرية بالماء الصالح للشرب في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟ألا يحق لساكنة اشنيون التمتع بأبسط شروط الحياة التي يضمنها الدستور؟… الإقصاء من التنمية والتسويف… سياسة أثارت غضب الساكنة ماجعلها تفقد ثقتها بالجهات المسؤولة بإقليم الدريوش،وأصبح صوتهم يزداد يوما بعد يوم يطالب بالتصعيد واتخاذ أشكال نضالية غير مسبوقة،فالكل يجمع على اعتصام مفتوح بالطريق الساحلي بمشاركة النساء الشيوخ والشباب والتلاميذ الذين قرروا الإضراب عن الدراسة طيلة الأيام المتبقية من السنة الدراسية….