ماذا يحدث في تمسمان على ضفة البحرالأبيض المتوسط ؟هكذا تتساءل المارة بالطريق الساحلي الآتية من جهتي الحسيمة و الناظور .الجواب ؛ساكنة إشنيوان الغاضبة بقبيلة تمسمان بإقليم الدريوش ،تخرج ثائرة يومه الجمعة 16 مارس 2012 ،بعدما نكث المسؤولون وعودهم في تحقيق مطالبهم العادلة و المشروعة (المتمثلة في فك العزلة على إشنيوان في اتجاه بودينار مكان تواجد كل المصالح الإدارية و الاقتصادية ،و في اتجاه الطريق الساحلي ،وتزويد كل دوار إشنيوان ( إجطي ) بالماء الصالح للشرب في أقرب الآجال ، وتوفير الأطر و المعدات الطبية بالمستوصف ،و بناء إعدادية بالدوار ،و خلق فضاءات رياضية للشباب ،و محاربة الخنزير …)،مما جعلهم يتأكدون من أن إصرار المسؤولين على صم آذانهم ما هو إلا إقصاء متعمد وممنهج لتهميش هذه المنطقة و حرمانها من أبسط ظروف العيش ،رغم كل الأشكال الاحتجاجية التي خاضتها في الأيام الماضية .كيف لا و الناس تلتجئ إلى شرب الماء الملوث أحيانا ،وانتظار أيام كثيرة حتى يأتي ذلك الصهريج الممتلئ ماء وصدأ أحيانا أخرى ، لتصاب معدتهم بأمراض قاتلة ،بسبب عدم تزويد الدوار بالماء الصالح للشرب و فراغ المستوصف من مستلزمات التطبيب . لم تستجد الحوارات نفعا ،و الساكنة لم تعد تتحمل أكثر ،لذا قررت أن تقطع الطريق الساحلي مرة أخرى للضغط على المسؤولين للاستجابة الفورية لمطالب الساكنة التي تعاني في صمت .خرج الأطفال و الشيوخ و الشباب في صف واحد ، لا للرجوع إلى الوراء ،و على كلمة واحدة لا للإقصاء و التهميش ، مرددين شعارات تترجم سخطهم و إحساسهم بالظلم و الحكرة .” كفانا حكرة” ، ” ألا تستحيون ؟”، ” إلى متى سنظل هكذا نصيح ونصرخ طلبا للماء و الطريق و الطبيب … ؟” ،” لماذا تدغدغون مشاعرنا في أيام الانتخابات ؟” ،” لماذا تفضلون أصواتنا الانتخابية على أصواتنا الاحتجاجية المبحوحة ؟” ، ” لماذا همشتمونا ، و شوهتمونا ، و شوهتم سمعة المغرب العزيز علينا ؟” ،” أين نصيبنا من التنمية ؟” … المسيرة الشعبية انطلقت مع الساعة الثانية زوالا ،لتعتصم الساكنة بالطريق الساحلي لمدة أزيد من أربع ساعات ،و تدخلَ في حلقية تم فيها مناقشة تملص المسؤولين من وعودهم بعدما أدت صلاة العصر جماعة .و عرفت كذلك حضور رئيس دائرة الريف و قائد قبيلة تمسمان الذي أدى صلاة الجمعة في مسجد بإشنيوان ،و تدخل لإقناع الساكنة من عدم الاعتصام بالطريق الساحلي بتهديدهم بإنزال لقوات القمع في حال إصرارهم على عملهم هذا المشين حسب اعتقاده ،لكن محاولته هاته باءت بالفشل بفضل عزيمة ساكنة إشنيوان الصامدة التي أمنت بالنضال حتى تحقيق مطالبها العادلة و المشروعة . هذا و تضامنت الساكنة مع إخوانهم ببني بوعياش لما يتعرضون له من قمع و اعتقالات .