شرع فاعلون ونشطاء في الحركة الأمازيغية، في ربط اتصالات مع الأحزاب التقدمية والهيئات المتعاطفة مع القضية الأمازيغية، في محاولة للتعريف بحقيقة مطالب الحركة الأمازيغية وتبديد بعض الرؤى المضببة والأحكام المسبقة تجاه الحركة. وقالت مصادر مطلعة إن هذه المبادرة تندرج أيضا، في إطار الهاجس الذي استولى على عدد من المدافعين عن الحركة الأمازيغية، في الفترة الأخيرة، والذي يتأسس على ضرورة وضع الحركة الأمازيغية في سياقها الطبيعي والصحيح، خاصة بعد تعرضها لانتقادات من طرف جهات عديدة تتهمها بالتطرف والعداء لكل ما هو عربي، والانزياح نحو مواقف متشددة. في هذا السياق، اجتمع عدد من النشطاء في الحقل الأمازيغي، أخيرا، بالرباط بقيادة حزب التقدم والاشتراكية برئاسة إسماعيل العلوي، أمين عام الحزب. وانصب الاجتماع على مناقشة قضايا متعددة تهم واقع ومستقبل المسألة الأمازيغية في المغرب. وأسفر الاجتماع، حسب ما ذكره بلاغ للديوان السياسي للحزب، على الاتفاق حول العمل المشترك وتوفير سبل التنسيق والتعاون لتحقيق المزيد من المكتسبات، كما اتفق الطرفان على صياغة مشروع ورقة الطريق التي ستشكل منطلقا لبرنامج العمل المشترك المنشود وفق أجندة محددة في المدى القريب والمتوسط. وتستند مبادرة العمل المشترك، حسب إفادة عضو قيادي في الحزب على مرتكزات تتعلق بالخصوص بتوفير الحماية القانونية للأمازيغية على المستوى المؤسساتي من خلال المطالبة بدسترة الأمازيغية والتنصيص عليها في الدستور المغربي بوصفها لغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية، وتعميق المكتسبات التي تحققت على مستوى إدماج اللغة الأمازيغية في النظام التربوي والتعليمي الوطني بترجمة النوايا إلى إرادة سياسية عملية لتجاوز المعيقات التي تعترض سبيل مسلسل تدريس الأمازيغية في الميدان العملي، بتوفير الكتاب المدرسي، وسن سياسة ناجعة في التكوين والتأطير، وتعميم تدريس اللغة الأمازيغية على سائر الأطفال المغآربة والمناطق المغربية بدون استثناء، وإيلاء الإعلام الأمازيغي عناية أكبر على صعيد الاتصال السمعي البصري، وعلى صعيد الصحافة ألمكتوبة. وتشمل هذه المرتكزات، أيضا، دعم الإنتاج الثقافي والفني الأمازيغي وتشجيع المبدعين الأمازيغيين في مجالات السينما والمسرح والآداب والبسر العلمي، ودعم التظاهرات العلمية والثقافية والفنية التي تقيمها الجمعيات المختصة، والعمل على إدماج الأمازيغية في الحياة العامة، والعناية بالمناطق الأمازيغية التي عرفت التهميش والإقصاء ولم تنل حظها من مشارين التنمية الوطنية. واتفق الطرفان على مواصلة التنسيق والعمل على المستوى الميداني وترجمة كل هذه المساعي إلى أعمال ومشارين ملموسة بإشراك وتعبئة المواطنين والفاعلين الجمعويين وعموم المهتمين والمعنيين بتقدم وتنمية المغرب. ويسعى فاعلون جمعويون ونشطاء في الحركة الأمازيغية، الذين انتظموا في ما يشبع تنسيقية تضم عدة جمعيات وهيأت أمازيغية، إلى تصحيح الصورة التي تكونت لدى فئات عريضة من المواطنين الذين يؤاخذون بعض النشطاء في الحقل الأمازيغي بالتطرف والعداء لكل ما هو عربي، من خلال تأكيدهم أن القضية الأمازيغية هي قضية كل المغار بة وليست حكرا على فئة معينة. ويتطلع نشطاء الحركة الأمازيغية، أيضا، إلى كسب المزيد من التأييد للحركة الأمازيغية لدى الهيئات السياسية التي تتخذ مواقف مؤيدة للحركة، والحصول على مزيد من الدعم لتعزيز موقف الحركة الأمازيغية بما يسهل تحقيق مطالبها المتمثلة، خاصة، في الدسترة، وضمان مكانة لها في الإعلام العمومي، وفي البرامج التربوية.