آخر ضحاياها أستاذ جامعي اختطف واحتجز في فيلا بالسعيدية وأطلق سراحه مقابل عشرة ملايين أحالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة، زوال أول أمس (السبت)، على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بوجدة، العقل المدبر للعصابة الإجرامية التي تخصصت في الاختطاف والاحتجاز وابتزاز الضحايا في مبالغ مالية كبيرة. وكشفت مصادر مطلعة أن المصالح الأمنية وجهت إلى المتهم تهمة «تكوين عصابة إجرامية، والاختطاف والاحتجاز وطلب فدية وسلب أموال الغير دون موجب حق»، في حين ما زالت تواصل أبحاثها لإيقاف باقي أفراد العصابة الإجرامية وفك لغز الجرائم التي ارتكبوها والتي تسببت في ترويع سكان الجهة الشرقية. وأوضحت المصادر ذاتها أن المتهم الرئيسي ويلقب ب«الفاسي» أوقف، يوم الأربعاء الماضي، بحي الهناء بسيدي سليمان شراعة، بعد نصب كمين له من طرف العناصر الأمنية التي توصلت بإخبارية تشير إلى أن الشخص المبحوث عنه من طرف عناصر الدرك الملكي ببركان والمصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة، يوجد بمسكنه لتتم مباغتته مباشرة بعد الخروج منه في محاولة لامتطاء سيارته. وتبين لعناصر الضابطة القضائية أن السيارة تعود ملكيتها لمغربي مقيم بالديار البلجيكية، وأنها سرقت منه في مدينة بني أدرار التابعة لإقليم وجدة، وأن لوحتي أرقامها مزورتان. وذكرت مصادر أمنية، أنه أثناء البحث التمهيدي مع المعني بالأمر، أكد مشاركته إلى جانب باقي أفراد العصابة في عمليات إجرامية تتعلق بالاختطاف والاحتجاز وطلب فدية، إذ سبق لعناصر الأمن والقيادة الإقليمية للدرك الملكي ببركان، أن أحالت، أخيرا، أحد أعضاء العصابة على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بوجدة، بالإضافة إلى إحالة مصالح ولاية الأمن بوجدة متهما آخر، وإنجاز ثلاث مذكرات بحث على الصعيد الوطني في حق متهمين بالانتماء للشبكة الإجرامية المذكورة. وسبق لأعضاء العصابة اختطاف أستاذ جامعي (جامعة محمد الأول بوجدة) متقاعد في إطار المغادرة الطوعية، وهو عائد إلى مدينة وجدة من جماعة رأس الماء التابعة لإقليم الناظور، وتم إيقافه، في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء، بقرب حامة فزوان، ليتم الانقضاض عليه، واقتياده إلى مزرعة لتفتيشه وتفتيش السيارة بحثا عن الأموال، معتقدين أنه يحمل مبالغ مالية مهمة بعد معاملة تجارية في مجال العقار عقدها حين كانوا يراقبونه. وبعد تفتيش الضحية وسيارته باهظة الثمن، لم يتم العثور على أي مبلغ مالي، باستثناء دفتر شيكات، ما دفعهم إلى طلب فدية مالية منه لإطلاق سراحه، كما فرضوا عليه أن يكتري فيلا بمدينة السعيدية باسمه الشخصي، لاستخدامها محجزا له. واحتجز الأستاذ بالفيلا لمدة 24 ساعة، إلى غاية اليوم الموالي حين اقتيد إلى إحدى الوكالات البنكية وسط تهديد بالأسلحة البيضاء ليصرف لأفراد العصابة شيكا بمبلغ 100 ألف درهم، قبل أن يطلق سراحه بمدينة بركان وترجع إليه السيارة. وكشفت التحريات أن أفراد العصابة وزعوا الأدوار بينهم بدقة متناهية، فأحدهم كان يشرف على قيادة السيارة، وآخرون يتسلحون بأنواع مختلفة من الأسلحة البيضاء. عزالدين لمريني (وجدة)