احتجت تنسيقية التعليم الجهوية من أجل حركة انتقالية نزيهة وعادلة صباح الخميس 02 فبراير 2012، بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، بوجدة، وقد حضر هذا الاحتجاج أستاذتان وزهاء سبعين أستاذا، رددوا شعارات تطالب بإلغاء تكليفات المحسوبية والزبونية التي أقدمت عليها إدارة الأكاديمية الجهوية بالجهة الشرقية، مؤخرا، وتطالب بمحاربة الفساد في الحركة الانتقالية، ولا شك أن تلك التكليفات هي تنقيلات مغلفة بغلاف التكليف، ولا يجادل اثنان في أن هذه التكليفات مظهر من مظاهر الفساد الذي مازل ينخر جسد التعليم ببلادنا، وهي تكليفات تمت رغم أنف الجميع، والنقابات نفسها مازالت حائرة مترددة، إزاءها، وعلى كل حال فقد خلطت الأوراق، وأثارت زوبعة ما زلت لم تهدأ بعد. وجدير بالذكر أن التنسقية تناضل منذ أزيد من ستة أشهر من أجل أمرين اثنين: النزاهة والعدالة في الحركة الانتقالية، والنزاهة تقتضي الإفصاح عن جميع المناصب الشاغرة بالجهة الشرقية في الحركة الوطنية والجهوية، والعدالة تقتضي الاحتكام إلى معيار عادل هو الأقدمية، لذلك؛ فالتنسيقية تدعو إلى المساواة بين رجال التعليم ونسائه في الحركة، وهي ترفض ميز الالتحاق، كما ترفض كل الحركات الاستثنائية التمييزية ماعدا الحركة التي تعالج الملفات الصحية الملحة. ويبدو أن تحقيق مطالب التنسيقية تحتاج إلى مزيد من التضحية ونكران الذات، والتصعيد في النضال، إذ لم يعد الإضراب أيام العطل مجديا، وعلى كلّ حال فقد أعطت التنسيقية درسا لمن يهمهم مصلحة المتعلم المغربي، إذ لم تُضْرِب لحدّ الآن منذ الوقفة الاحتجاجية الأولى، في 20 يوليوز 2011، التي نفذت الصيف الفائت، وقد تزامنت الوقفة مع يوم من أيام رمضان المبارك. وعليه فلا لوم على التنسيقة إذا صعّدت من نضالها، فأضربت واعتصمت أيام العمل، فالرسالة التي وجهتها الأكاديمية من خلال التكليفات الأخيرة، ومن خلال التستر على المناصب الشاغرة… لا يمكن إلا أن يكون فحواها: أنا -الإدارة المسيّرة- أفعل ما أريد متى أريد ولا أبالي بصراخكم كل عطلة… ولعلّ ما يثير في الوقفة الاحتجاجية عدد الحاضرين، الذي لم يتجاوز الثمانين على أكبر تقدير، وهو عدد قليل إذا افترضنا أن مدينة وجدة وحدها تضم مئات رجال التعليم ونسائه، متضررين من الحركة الانتقالية، وهذه القلة تدعو إلى نقد ذاتي لفكر رجال التعليم ونسائه، فهل الحاضرون هم وحدهم المتضررون؟؟؟ فإذا كان الجواب بنعم فالحل إذن سهل، إذ من السهل أن يُنصف سبعون متضررا في الحركة الانتقالية، فيما تبقى من هذه السنة، أو في بداية السنة المقبلة، وإذا كان الأمر كذلك فلا داعي لإزعاج موظفي الأكاديمية وموظفاتها بالصراخ كل عطلة، فالانتقال آت لا محالة. أما إذا كان المتضررون أكثر من ذلك، فكان ينبغي أن يحضر مئات من المدرسين والمدرسات للتعبير عن رفضهم للزبونية، والمحسوبية، والظلم في الحركة الانتقالية، والواقع أن المتضررين كثيرون كثرة مبهرة، لكنها كثرة صامتة، سخطت على الوضع سخطا صامتا، وفقدت الثقة من كل شيء، وفوّضت أمرها إلى القدر، ولا شك أن فيها فئة متواكلة… وإخراج هذه الفئة الصامتة الساخطة من حال الصمت والسكون إلى الصراخ والحركة لهو أصعب تحد لكل تنظيم يسعى إلى محاربة الفساد. ومما يؤسف له أن أهل التعليم باعتبارهم يمثلون الفئة المثقفة الواعية كان المفروض فيهم أن يقفوا وقفة رجل واحد لمحاربة الفساد في مجال عملهم. ومهما يكن من أمر فإن التنسيقة ماضية في نضالها حتى تحقيق النزاهة والعدالة في الحركة الانتقالية، وقد دعت التنسيقية في الكلمة الختامية المناضلين الحاضرين، والغائبين إلى التحلي بروح التضحية والتفاني ونكران الذات، استعدادا للأشكال النضالية التصعيدية، من بينها حضور الاعتصام المقبل يوم الخميس 09 فبراير 2012، بالأكاديمية الجهوية بوجدة. احميدة العوني / [email protected]