/ محمد عادل التاطو: 4 نوفمبر 2019. عاد العنف الجامعي ليرخي بظلاله مجددا على الجامعات المغربية، هذه المرة بجامعة محمد الأول بوجدة، حيث أعلن فصيل طلبة العدل والإحسان، عن تعرض أعضائه لاعتداء من طرف فصيل النهج الديمقراطي القاعدي بوجدة المعروف باسم "البرنامج المرحلي"، وذلك بالحي الجامعي أثناء إنزال للفصيل اليساري لإحياء ذكرى خاصة به، ما أدى إلى إصابة أحد أعضاء فصيل الجماعة. "عناصر ملثمة" وقال فصيل طلبة العدل والإحسان في بلاغ له اليوم الإثنين، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، إن الطلاب "تفاجؤوا بانتشار مجموعات من العناصر الغريبة عن الفضاء الجامعي في مختلف الكليات، ولجأت هذه العناصر إلى ملاحقة أعضاء فصيل طلبة العدل والإحسان والاعتداء عليهم بالسب والشتم والتهديد باستعمال قوة السلاح في حالة عدم الانسحاب بشكل تام من الجامعة، فسادت مظاهر الرعب والخوف داخل الفضاء الجامعي". وأوضح الفصيل أنه "في الساعة 21:00 من يوم الخميس المنصرم، أحضرت العصابة المذكورة مئات من العناصر الملثمة إلى الحي الجامعي، وفرضوا حالة من الإرهاب في كل أرجاء الحي لإجبار الطلبة على الخروج في مسيرة ليلية، متوعدين كل من يتخلف عن هذه التظاهرة بالمحاكمة الثورية في الشارع العام، وبأشد العقوبات"، وفق تعبير البلاغ. وأضاف أن ما وصفها ب"العصابة المارقة" أنهت "أفعالها العبثية في وقت متأخر من ليلة الجمعة المنصرمة لتواصل عبثها باقتحام غرفة أعضاء فصيل طلبة العدل والإحسان بالحي الجامعي، في خطوة خطيرة وغير مسبوقة وتنذر بأمر لا يمكن التنبؤ بعواقبه، وتسللت القوى الإجرامية مدججة بالسيوف والسلاسل والعصي والحجارة إلى داخل الغرفة، وصادرت هواتف الطلبة وقامت بالاعتداء عليهم". وأشارت إلى أنه "تم سحب الكاتب العام لتعاضدية كلية العلوم إلى خارج الغرفة ومارست عليه مختلف أنواع العنف المادي والمعنوي أمام أنظار الطلاب، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، ولا يزال الطالب في حالة حرجة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، ولم تكتف هذه العناصر بهذا الاعتداء الغاشم بل راحت تتوعد الطلبة بالطرد من الحي الجامعي بقوة السلاح في قابل الأيام لفرض واقع جديد ينظمه قانون الغاب، قوامه المواجهات الدامية". واعتبر المصدر ذاته، أن "عصابات البرنامج المرحلي تلجأ إلى فرض سلوك متطرف ومتهور وتتخذ من "العنف الثوري" شعارا لها، ومن تأزيم الأوضاع بدل الحوار الطلابي سبيلا، فراحت تفرض أجندتها وخياراتها على الطلبة فرضا بالتهديد والترهيب وإغلاق المدرجات والقاعات بالقوة، وطرد الطلاب من المكتبات داخل كلية العلوم والحقوق والحي الجامعي وإغلاقها، وتكرار المقاطعات العبثية للمطعم الجامعي". وفي هذا السياق، أدان الفصيل المذكور "كل أنواع العنف المادي والمعنوي من أي كان، وأيا كانت الأسباب والمسببات"، مستنكرا بشدة "أعمال العنف التي تمارسها هذه العناصر"، محملا المسؤولية ل"الجهات الرسمية تجاه ما تفعله هاته العناصر، رغم تقديم العديد من الشكايات إلى السلطات المختصة". ودعت "الجمعيات والمنظمات الحقوقية المحلية والوطنية ومختلف الجهات الإعلامية للمساهمة في كشف هذه الاعتداءات والجرائم التي ترتكب في حق الطلبة داخل حرمهم الجامعي، وبالتالي الدفاع عن حقهم العادل والمشروع في الأمن والحرية واستقلال الجامعة والوقوف في وجه كل من يسعى إلى إشاعة العنف داخل الجامعة المغربية". تخليد "ذكرى الشهيد" بالمقابل، قال فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي-البرنامج المرحلي"، إن الحي الجامعي بوجدة "شهد هذا الموسم تدنيس شارع الرفيق المعطي بوملي من طرف عناصر غريبة على الجسم الطلابي تنتمي إلى العصابة الداعشية العدل والإحسان، هذا كله لم يثن رفاق البوعبيد عن القيام بمهامهم القاعدية من تواجد ميداني وممارسة يومية أدى إلى تفجير معارك نضالية هادفة لمواجهة المخططات وتجميد ما يمكن تجميده من البنود التخريبية". وأوضح الفصيل اليساري في بلاغ له، اطلعت عليه جريدة "العمق"، أنه خاض بالحي الجامعي بوجدة "شكل توضيح تنظيمي في سياق تخليد الذكرى الثامنة والعشرون لاستشهاد الرفيق المعطي بوملي"، مشيرا إلى أن تنظيمه لهذه "التظاهرة التأبينية للشهيد" تأتي "كتتويج للاشتغال والالتزام اليومي لرفاق البوعبيد في علاقتهم بالجماهير الطلابية منذ بداية هذا الموسم". وأضاف: "قبل 28 عاما وفي نفس هذا اليوم (الخميس الأسود)، اقتطفت زهرة في ريعان شبابها على يد من يعتبرون أنفسهم منفذي شرع الله في الأرض، بدعم وتمويل من جهاز استخبارات المغرب، هي نفس الأيادي التي نكلت بالطالب آيت الجيد بنعيسى وحسين مروه ومهدي عامل وفرج فودة، تلك العقلية المتحجرة التي لطالما وظفتها الدولة لتسميم المضطهدين، وتكميم أفواه الأصوات التقدمية". وأشار إلى أن "الرفيق المعطي بوملي كان قد التحق بقافلة شهداء الشعب المغربي بعد أن سقط شهيدا على أيادي القوى الظلامية المعادية للحياة والإنسانية" وفق تعبيره، مشيرا إلى أن نشاطه بالحي الجامعي جاء للوقوف "عند ذكرى اغتياله على يد القوى الظلامية وتأكيدا على استمرار رفاق بوعبيد حفيظ والجماهير على درب الشهيد والمعتقل". واعتبر إلى أن "الحركة الطلابية لم تسلم من هجمات النظام القائم في المغرب باعتبار حقل التعليم أهم رهانات الإمبريالية، فسعى بخطى ثابتة لإلحاقه بركب الخوصصة عبر مخططات طبقية (…)، عبر تكثيف الحظر العملي على أوطم، ولعل المتتبع للأحداث الأخيرة يستخلص حجم الهجوم الذي تتعرض له الجماهير الطلابية في كل المواقع الجامعية (هجوم جهاز القمع الطبقي على الحي الجامعي بأكادير…)، إضافة إلى محاولة زرع جهاز الأواكس الجامعي (الوشاية بالمناضلين…)". وأعلن "البرنامج المرحلي" تشبثه ب"النظرية الماركسية اللينينية فكرا وممارسة، وبالاتحاد الوطني لطلبة المغرب الممثل الشرعي لكافة الطلبة المغاربة، وبالبرنامج المرحلي إجابة علمية وعملية لأزمة الحركة الطلابية"، معلنا تضامنه مع "نضالات الشعوب التواقة للانعتاق والتحرر وكل الانتفاضات الشعبية على ربوع خريطة هذا الوطن الجريح"، حسب البلاغ ذاته. البرنامج